ضمّت حلقة الليلة من برنامج "عشرين 30" بعنوان " الثورة وجمهور الأحزاب" مختلف الشخصيّات السياسية والإجتماعية من حزبيين وغير حزبيين لمناقشة "ثورة الشعب" من وجهات النظر كافّة.
ففي القسم الأوّل، استقبل الإعلامي ألبير كوستانيان الناشط السياسي والأستاذ الجامعي سامر فرنجية والكوميدية والناشطة في المجتمع المدني شادن فقيه وأمين عام منظمة الشباب التقدمي الاشتراكي محمد منصور.
فمن جهّته، أكّد سامر فرنجية لعشرين 30 أنّ الثورة هي لكسر الحواجز المستمرة منذ 30 سنة وهدفها المصارحة بين الناس وهي بالتالي تنتج عقداً اجتماعياً جديداً بينهم، وفي الثورة على الفساد لا مكان للأحزاب حيث هناك أزمة شرعية في داخلها. فبرأيه، إنّ شريحة كبيرة من جيل اليوم لم يعد يقتنع بكل ما يقال عن تضحيات الحرب الأهلية وما حصل في الماضي.
وفي هذا السياق، أكّدت شادن فقيه أنّ الأحزاب اللبنانية شوّهت العمل الحزبي والسياسي لغياب الأجندات والمسؤول السياسي ليس واجبه أن يقوم بخدمات لجماعته. فرأت الثورة اليوم كحالةٍ إنتقالية لجيل لم يعش الحرب الأهلية بل تم توريثه إياها. وسلّطت شادن الضوء على مسألة أنّ المشكلة اليوم لا تكمن بالتبعية إلى الأحزاب بل بقدرة الناس على محاسبة نوابهم ووزرائهم.
وأشادت فقيه بجمال الثورة الّتي لا تحمل هوية واحدة بل تجمع الجميع من مناطق مختلفة تحت سقف مطالب واحدة.
أمّا محمّد منصور فقال إنّ حزبه يمثله لناحية تضحايته بالدم والسياسة والحزب لم يتهرّب يوماً من المسؤولية أو المحاسبة مشدّداً على أنّ الحزب الاشتراكي كمبدأ هو حزب ثورة وليس حزب إصلاح، والحزب لم يدعو بشكل مباشر للثورة لكن هذا لا يعني أنّ جمهوره لا مكان له في الساحات. واستنكر منصور إتهام الحزب الإشتراكي باستغلال دم شهيد الثورة علاء أبو فخر ووصفه التهمة باستخفاف ما يحصل مؤّكداً على أنّ كل حزب اليوم مدعو لتحمل المسؤولية والذهاب إلى النقد الداخلي.
وفي القسم الثاني، عبّرت الباحثة والناشطة السياسية جويل بطرس لعشرين 30 عن فقدانها للأمل بالأحزاب محمّلة المسؤولية لسياساتهم وممارساتهم منذ 30 سنة حتى اليوم. وقد اعترفت جويل أنّها كانت من مناصري التيار الوطني الحر لكن لم يعد الخطاب الفوقي يجذبها آملة أن تولّد الإنتخابات بقانونٍ جديدٍ أحزاباً جديدة.
أمّا عضو المجلس المركزي في حزب القوات اللبنانية، جاد دميان، فأكّد أنّ الأحزاب السياسية هي الإطار الطبيعي للعمل السياسي، لكن التسوية الرئاسية لم تحقق أي تغيير معتبراً حزب القوات كصوت المعارضة في الحكومة منذ أكثر من 10 سنوات حيث استطاعوا عرقلة قضية البواخر. وفي سياق الحديث عن دور القوات في الثورة، قال دميان:" موقفنا متطابق مع موقف الثورة منذ 2 أيلول ومن أغلق نفق نهر الكلب هم الثوار وأبناء المنطقة والوجود القواتي في الثورة كان يتم بشكل تلقائي ومن دون عمل حزبي".
ومن جهته، رأى نائب منسق قطاع الشباب في التيار الوطني الحر إيلي خوري أنّ الحراك نجح بكسر قيود طائفية وخطوط حمراء وضعت حول سياسيين من حولهم تهم فساد قائلاً إنّ شباب التيار يشاركون في حلقات الحوار في رياض الصلح لأنهم يؤمنون باختلاف الآراء لكن طرح علامة إستفهام حول من يركب موجة الثورة. وفي ما يخص قطع الطرقات أكّد أنّ هذه الخطوة تأخذ الثورة إلى مكان بعيدٍ عن مطالب الثورة المحقّة.
وقال:" من أطلق النار في جل الديب لا ينتمي إلى التيار وإن كان ينتمي فلقد رفعنا الغطاء عنه وليحاسب أمام القضاء."
وفي القسم الثالث من برنامج "عشرين 30" ، أكّد الكاتب والناشط السياسي نزار غانم أنّه غير صحيح عدم وجود مستقلين في لبنان لتشكيل الحكومة وأكبر مثال على ذلك هو انتخاب ملحم خلف كنقيب المحامين، كما وأدان بذلك طريقة الأحزاب في إدارة الأمور. واعتبر غانم أنّ الأهم من أسماء الوزراء هو البيان الوزراي كي تبدأ الحكومة بالمحاسبة الحقيقية فبرأيه أنّ السياسيين ليسوا بعد اليوم آلهة لأنّ لبنان يدخل في تغيير سوسيولوجي عميق ولأنّ الناس هي من تصنع السياسة.
أمّا رئيس مصلحة الطلاب في حزب الكتائب اللبنانية زخيا الأشقر فقال لعشرين 30 إنّ حزب الكتائب يطالب منذ 5 سنوات بمطالب الثورة اليوم، وأكّد أنّه لم يرَ رفضاً في الشارع لحزب الكتائب الّذي لا يستطيع أحد أن يطاله منذ 5 سنوات حتّى اليوم لأنّه يُشبه الثورة، لذلك يقوم البعض بنبش الماضي.
وهنّأ عضو قطاع الشباب والطلاب في الحزب الشيوعي سمير سكيني الثورة بتنظيمها لنفسها قائلاً إنّ شعار "كلن يعني كلن" يطال أحزاب السلطة معتبراً أنّ ما قامت به الأحزاب منذ 30 سنة هو أوقح من الشتائم وأنّ منطق الثورة يشبه المنطق الشيوعي بأساسه. وأضاف:" مشاركة القوات اللبنانية أعطت حزب الله ذريعة للقول إن الثورة هي ضدّه".