ماذا يجري في الجمهورية ؟ وبشكلٍ أكثر دقة : هل نحن في جمهورية ؟
تُرفَع المتاريس بين المدعي العام التمييزي والنائب العام الإستئنافي في جبل لبنان .
يبحث المجلس الأعلى للقضاء في كف يد النائب العام الأستئنافي، فترد القاضية غادة عون بالإدعاء على المدعي العام التمييزي .
يسحب مدعي عام التمييز الملف المالي من القاضية غادة عون، فترد بانها لن تسلم الملف المالي .
السياسة ليست أفضل حالًا من القضاء : تُرفَع المتاريس بين شخصيات الصف الواحد, نائبِ رئيس مجلس النواب إيلي فرزلي, ووزيرِ العدل السابق ، مستشارِ الرئيس الحالي سليم جريصاتي ...
الفرزلي وجريصاتي ترافقا على طاولة واحدة من الرابية إلى الإجتماعات التي يترأسها الوزير جبران باسيل, وفجأة تُرفَع أكياس الرمل بين الصديقين اللدودين, على خلفية موقف مثير للدهشة من الفرزلي, عبر شاشة الرئيس بري ، تحدث فيه عن حدث انقلابي بامتياز يستدعي تسلم الجيش السلطة وإقامة محاكم عرفية، لملاحقة الفاسدين.
الفرزلي حاول اليوم أن يُكحلها فعماها ، فقال اليوم من مجلس النواب : " تعال يا جيش تسلم لفترة انتقالية من اجل ان نهيئ الاجواء في المستقبل لاجراء الانتخابات واعادة انتاج السلطة وتكوينها على قاعدة جديدة " .
لكن كلام الفرزلي لم يمر في بعبدا فردَّ عليه مستشار الرئيس سليم جريصاتي قائلًا : " خفف من غلوك، ولا تقحم الجيش في ما ليس فيه ، ودستورنا لا يتم تعليقه عند كل مفترق أو مفصل قاسٍ من حياتنا العامة " .
في ظل هذه المتاريس وأكياس الرمل ، الجمهورية في متاهة : صيف وشتاء فوق ملفٍ واحد : يُفتَح ملف شحن الأموال إلى الخارج ، وتجري التعمية على شحن المواد المدعومة إلى سوريا وغير سوريا ... في شحن الأموال يتحرك القضاء ، وهذا جيِّد ، وفي شحن المواد المدعومة إلى سوريا وغيرها والذي يستنزف مئات ملايين الدولارات ، لا قضاء يتحرك على رغم أن الوزراء المعنيين "بقوا البحصة" ، من ريمون غجر إلى راوول نعمة ...
وثمة مَن يسأل : لماذا الدولة في عوكر فقط ؟ ان تكون الدولة في عوكر فهذه خطوة ممتازة ، أما أن تغيب عن معابر التهريب فهذا تلكوء وفضيحة ، فالدولة لا تكونْ: منطقة إيه ، منطقة لأ" فإما دولة أينما كان ، وإما الدولة في خبر كان .
في الهمروجة التي حصلت اليوم امام العدلية وقبلها في عوكر، كم من صهريج بنزين ومازوت هُرّب إلى سوريا ؟ وكم من الأطنان من المواد المدعومة هُرِّبَت أيضًا ؟ وكم من كميات الأدوية هُربت أيضُا وأيضًا ؟
ربما سها عن بال كثيرين ما قاله الشيخ صادق النابلسي المقرب من حزب الله والذي له موقف اسبوعي على قناة المنار ، إلى محطة " فرانس 24 " يوم قال من ان التهريب جزء لا يتجزأ من عملية المقاومة ، وان الشعبين اللبناني والسوري يضطران إلى كسر الحدود لتأمين احتياجاتهم .
هذا الكلام برسم السلطات السياسية والقضائية والأمنية ، فمَن يجرؤ على اعتباره إخبارًا ؟
المهرِّبون " يضحكون في عِبِّهم " فكلما أُثير المزيد من الغبار بين العدلية عوكر ، كلما تضاعفت كميات التهريب .