بعد ساعات من تقديم الوزير جورج قرداحي استقالته امس على خلفية تصريحه منذ اكثر من شهر حول حرب اليمن, ما اثار ازمة ديبلوماسية مع السعودية وعدد من دول الخليج, حقق الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون انجازا عجز عنه كثيرون, فاعاد الاهتمام السعودي بلبنان, عبر تواصل مباشر جرى بينه وبين ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان, ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي .
الخرق الفرنسي ليس تفصيلا, انما هو مسار جديد قضى بانخراط لبنان والسعودية في شكل كامل باعادة التواصل بينهما, بعد سنوات من ابلاغ المملكة كل اللاعبين الدوليين وعلى رأسهم الاميركيين والفرنسيين, ان لبنان خارج اهتماماتها في شكل كامل, وان لا نية لديها لتقديم اي مساعدة للبلد المنهار.
حقق الرئيس الفرنسي نجاحا في بلوغ هدفه على مستوى الملف اللبناني, ونقلت عنه الزميلة رندا تقي الدين قوله ذلك امام الصحافيين الذين رافقوه في جولته, اضف الى اعلانه انه سيتواصل غدا مع رئيس الجمهورية ميشال عون ليضعه في مجريات التطورات, وابرزها قرار الرياض ومعها باريس القيام بمبادرة لمساعدة لبنان.
الرياض حققت بدورها نجاحا, اذ اكدت لرأس الديبلوماسية الفرنسية انها لاعب اساسي يعتمد عليه في حل ازمات المنطقة, وعلى رأسها ازمة لبنان.
وقد اعلن الديوان الملكي حرص السعودية وفرنسا على امن لبنان واستقراره، فيما نُقل عن الرئيس ميقاتي التزام الحكومة رفض كل ما شأنه الاساءة الى امن السعودية وإلى استقرارها.
بالمبدأ , التزام لبنان رفض الاساءة الى السعودية, يعني العودة الى سياسة النأي بالنفس عن مشاكل كل المنطقة, فهل سيلتقط الساسة اللبنانيون وعلى رأسهم حزب الله لحظة النجاح الفرنسي, وهل سيتمكن الرئيس ميقاتي من انتزاع التزامات من الحزب في هذا الشأن وهو للمناسبة ابلغ رئيس الجمهورية ميشال عون بفحوى الاتصال؟
اذا فعل ميقاتي, فأقنع حزب الله, وثبت العلاقة مع الرياض ومن خلفها دول الخليج , يكون قد امسك العصا من النصف , وسجل سلسلة نجاحات:
الاول ان الاتصال الفرنسي السعودي حصل مع ميقاتي شخصيا, وليس مع رئيس الجمهورية، ما يجعل رئيس الحكومة مسؤولا وشريكا فعليا للملكة ليس فقط في تحقيق عودة العلاقات الطبيعية بينها وبين لبنان, انما في كل ما ينتطر البلدين من تعاون وتنفيذ مبادرات من اليوم وصاعدا.
الثاني ان ميقاتي سيتحول بفعل كل ذلك، الى ممثل السنة القوي في لبنان, وممثل الدولة القادرة على استعادة الثقة لاطلاق الاصلاحات الحقيقية ولبدء مسار النهوض بالبلد.