"ماوغلي" موجود في الحقيقة... رجل اسباني ربّته الذئاب لمدة 12 سنة!

عندما كان ماركوس رودريغيز بانتوغا في السابعة من عمره، تقطعت به السبل في سلسلة جبال سييرا مورينا الإسبانية.

ولم يكن البشر هم من ساعدوا الشاب عندما كان وحيدًا وخائفًا، ولكن مجموعة من الذئاب.

وعلى فترة 12 سنة، قامت مجموعة الذئاب بتربية بانتوغا كواحد منها. وكانوا يطعمونه بقايا الطعام وينامون جميعًا في كهف في الجبال.

وبحسب موقع "ديلي ميل"، كان الرجل الاسباني يركض نصف عارٍ وحافي القدمين، مستخدماً همهمات للتواصل، دون الكلام. وقال إنه منذ أن انتزع من الكهف الذي وصفه بالمنزل، انحدرت حياته لأنه لم يكن قادرًا على الاندماج بشكل كامل.

وقال بانتوغا الذي كافح منذ عودته إلى المجتمع المتحضر في عام 2018: "لم أكن أرفع قدماي إلا عندما تتألمان بسبب الثلج. وكان لدي مسامير كبيرة، لدرجة أن ركل الصخرة بالنسبة الي كان مثل ركل الكرة".

ويُذكر أن بانتوغا البالغ من العمر الآن 77 عامًا، أُرسل إلى سلسلة جبال سييرا مورينا في عام 1954 كراعٍ للماعز بعد وفاة والدته أثناء الولادة عندما كان في الثالثة من عمره، وهرب زوج والدته المسيء مع امرأة أخرى.

وتم وضع الطفل البالغ من العمر سبع سنوات تحت رعاية راعي ماعز كبير السن، ولكن مات الراعي في العام نفسه، تاركًا بانتوغا وحده وفي وسط الجبال.

وقال بانتوغا ان الذئاب كانت تلقي له قطع اللحم بعد اطعام أشبالها. ولكنه لم يكن يرغب في لمسها خائفاً من أن تهاجمه الذئاب، لكنها كانت تدفع اللحم بأنفها لكي يأكل.

وقال الإسباني إن الذئاب علمته كيفية البقاء على قيد الحياة. وان العودة إلى المجتمع كانت أكثر التجارب رعباً في حياته.

 فذهب أولاً إلى دار للأيتام حيث علموه الراهبات أن يمشي بشكل مستقيم ويأكل على طاولة. واحتُجز على كرسي متحرك لفترة من الوقت بعد ازالة المسامير من قدميه، وكانت زيارته الأولى للحلاق مرعبة بالنسبة له.

وتشاجر مع الراهبات حول النوم في سرير. فعندما استأجر غرفته الخاصة، كان ينام في البداية على الأرض.

وحاول بانتوغا العودة إلى الجبال، لكنه وجد أنه مكان مختلف تمامًا عما يتذكره، وتم استبدال كهفه بأكواخ وبوابات كهربائية.

ولم تقبله الذئاب أيضًا بعد أن كان بعيدًا لفترة طويلة، فلم تتقرب منه أو تحتضنه كما كان يتوقع.