هذه هي القصة المؤرقة لفتاة صغيرة حوصرت تحت أنقاض البركان قبل أن تموت أمام أعين الصحفيين، وفق موقع
"ذا صن".
كان عمر أومايرا سانشيز غارزون 13 عامًا فقط عندما علق نصف جسدها في انهيار أرضي ناجم عن ثوران بركان نيفادو ديل رويز عام 1985 في أرميرو، توليما في كولومبيا.
وكانت أومايرا قد علقت بشكل مروع في أعقاب الثوران العنيف الذي أودى بحياة حوالي 25000 شخص بينما دمر 14 مجتمعًا بالكامل.
وبعد ثوران البركان، تدفق خليط متطاير من الحمم البركانية والجليد، يسمى "لاهار"، إلى وديان الأنهار قبل دخوله القرى.
وفي ليلة الكارثة، كانت عائلة أومايرا مستيقظة تماماً داخل منزلها الخرساني، خوفاً من احتمال دخول رماد بركاني خطير إلى المكان.
وتحققت أسوأ مخاوفهم عندما اندفع تيار من اللاهار إلى داخل منزلهم، مما أدى إلى تدميره بالكامل ومحاصرة الفتاة الصغيرة تحت الأنقاض الثقيلة.
ولم يتم اكتشاف وجود أومايرا تحت الأنقاض، إلا عندما تمكنت من إخراج يدها، فرصدها عامل الإنقاذ.
ولم تكن محاولات إخراجها مجدية، حيث علقت ساقا الفتاة تحت باب مصنوع من الطوب، وكانت أذرع عمتها المتوفاة ممسكة بإحكام حول ساقيها وقدميها.
ولم يتمكن الناس من حولها من إيجاد طريقة لتحريرها من تحت الأنقاض الخرسانية دون تحطيم ساقيها بالكامل، لكن لم تكن لديهم الموارد اللازمة لتقديم الرعاية المنقذة للحياة إذا بتروا ساقيها.
وفي كل مرة كان يحاول أحد عمال الإنقاذ إخراجها، كان يتجمع المزيد من الطين حولها، ويبدو أنها ستغرق إذا سمحوا لها بالرحيل.
وبعد محاولات فاشلة عدة، تقرر أن أفضل ما يمكن فعله هو تركها بشكل مريح.
وقد تم توثيق محنتها جيدًا من قبل الصحفيين والمصورين وأطقم التلفزيون وعمال الصليب الأحمر الذين كانوا حاضرين في مكان الحادث، على أمل إنقاذها.
وكانت الفتاة تأكل الأطعمة الحلوة، وتشرب علب الصودا، وتتحدث بمرح مع الأشخاص من حولها.
وظلت الفتاة الشجاعة هادئة طوال محنتها، على الرغم من فترات قصيرة من نوبات الهلع.
وبحلول الليلة الثالثة، بدأت تهلوس وتحدثت عن الذهاب إلى المدرسة لإجراء اختبار الرياضيات.
وأصبحت عيناها محتقنتين بالدم لدرجة أنها بدت سوداء، بينما ابيضت يداها وتورم وجهها.
وبعد ساعات قليلة، عاد العمال ومعهم مضخة وحاولوا إنقاذها، لكن ساقيها كانتا منحنيتين تحت الخرسانة وكأنها راكعة. وكان من المستحيل إنقاذها.
وقبل أن تغلق عينيها للمرة الأخيرة، نطقت المراهقة الشجاعة بكلماتها الأخيرة، كلمات مأساوية ليسمعها العالم كله، وهي متشبثة بقطعة من الحطام فوق رأسها، ونظرت بهدوء نحو الكاميرا وقالت: "أمي، أحبك كثيراً، أبي أحبك، أخي أحبك".
وتوفيت الفتاة في 16 تشرين الثاني 1985، على الأرجح بسبب الغرغرينا أو انخفاض حرارة الجسم.
ونجا شقيق أومايرا ووالدتها من الحادث المروع، بينما توفي والدها وخالتها على الفور.