بالعودة إلى عام 2020، وبعد دقائق فقط من عمله الجديد في شركة هندسة برمجيات في أتلانتا، قرأ ديلان ستون ميلر رسالة مباشرة على إنستغرام تركته مذهولاً.
وتمكنت امرأة أنجبت ابنة بالحيوانات المنوية التي تبرع بها لأول مرة لبنك الحيوانات المنوية قبل تسع سنوات أثناء التحاقها بالجامعة من تعقبه، وأرادت أن تشكره.
وسرعان ما وجد ستون ميلر نفسه ينقر على الملف الشخصي للمرأة على إنستغرام، ويحدق في مئات الصور لابنته البيولوجية، وفق ما نقل موقع
PEOPLE.
ويتذكر قائلا: "إن رؤية وجه هذه الفتاة الصغيرة الجميل ملأتني بالكثير من الفرح والحب والامتنان... كان علي أن أحارب من أجل حبس الدموع."
وفي الأشهر التي تلت ذلك، بدأ ستون ميلر في الاستماع إلى عشرات الآباء، الذين رحبوا جميعًا بالأطفال باستخدام حيواناته المنوية. وباستخدام رقم المتبرع الخاص به، تمكنوا من التواصل مع بعضهم البعض عبر الإنترنت وشكلوا مجموعة على الفيسبوك للبقاء على اتصال.
وفي آخر إحصاء، يقدر ستون ميلر أن لديه ما لا يقل عن 97 طفلًا بيولوجيًا في ستة بلدان، لكنه يقول إن العدد الحقيقي يمكن أن يكون أكثر من 250. وقد غيّر هذا الاكتشاف مسار حياته وألهمه في النهاية ليصبح مناصرًا متحمسًا للمانحين ومنظمات المجتمع المدني.
وهو الآن يدعو إلى فرض قيود قانونية على عدد حالات الحمل التي تنتج عن متبرع واحد بالحيوانات المنوية، بالإضافة إلى تغييرات في الطرق التي تعامل بها الصناعة التي تبلغ قيمتها مليارات الدولارات الأشخاص مثله والأسر المتلقية.
ويقول ستون ميلر، الذي قضى أربعة أشهر في العام الفائت وهو يقود سيارته عبر البلاد للقاء بعض أبنائه البيولوجيين: "بمجرد أن رأيت وجه هذه الفتاة الصغيرة التي تشبهني تمامًا، لم يكن هناك مجال للعودة... كنت أعلم أنه سيكون من المهم الظهور بأي طريقة أرادتها هي وعائلتها، إلى جانب جميع العائلات الأخرى".
وجاءت فكرة التحول إلى متبرع من زميل ستون ميلر في السكن بجامعة ولاية جورجيا في عام 2011. ولم يمض وقت طويل حتى كان يكسب 100 دولار عن كل تبرع في بنك الحيوانات المنوية Xytex، ومقره أتلانتا، والذي يقدم خدماته للعملاء في كل أنحاء العالم.
ويقول ستون ميلر، الذي يقدر أنه قدم حوالي 400 تبرع مما أدى إلى دخل يبلغ حوالي 40 ألف دولار: "في النهاية كان دافعي ماليًا، للمساعدة في دفع الفواتير والرسوم الدراسية كطالب مفلس".
ويقول أحد أبنائه البيولوجيين، وهو صبي يبلغ من العمر 6 سنوات كان ستون ميلر يزوره طوال السنوات الثلاث الماضية: "أدعوه دونور ديلان، ولا أستطيع الانتظار لرؤيته عندما يزورني. أحب لعب البيسبول معه، والذهاب إلى تارغت واللعب معًا. إنه يجعلني أضحك."
بالنسبة إلى ستون ميلر - الذي يقيم حاليًا في ولاية واشنطن ويعمل عن بعد في مؤسسة غير ربحية يطلقها لمساعدة المتبرعين بالحيوانات المنوية ومتلقيها على التغلب على التحديات - ستكون الأيام المقبلة مليئة بالمزيد من الاجتماعات مع أطفاله البيولوجيين، بما في ذلك رحلة ثانية إلى أستراليا، حيث يعيش خمسة منهم على الأقل.
وعلم مؤخرًا أن أصغر أبنائه ولد قبل أربعة أشهر. يقول ستون ميلر: "أخبرني بنك الحيوانات المنوية أنهم تقاعدوا، ولكن لا يوجد أي شرط قانوني في الولايات المتحدة يلزمهم بالتوقف عن توزيع الحيوانات المنوية التي تم التبرع بها".
وعندما سُئل عما إذا كان يأمل في تكوين أسرة بنفسه يومًا ما، يعتقد ستون ميلر أن ذلك قد يكون أمرًا غير مسؤول. ويقول: "في وقت ما، كنت أرغب حقًا في تربية أطفالي... لكنني لا أعتقد أنه سيكون من الأخلاقي بالنسبة لي أن أنجب المزيد من الأطفال إلى العالم. "