أسرار العلاقات الناجحة...ما علاقة موجات الدماغ بمدى التوافق مع الآخرين؟

موجات الدماغ هي أنماط كهربائية لا تقيس سوى جزء من المليون من الفولت. وهناك خمسة منها معترف بها على نطاق واسع وهي ألفا وبيتا وجاما ودلتا وثيتا، ويعتقد أنها تنظم طريقة تفكيرنا وتصرفنا، بحسب موقع "ديلي ميل".

ويمكن اكتشافها بواسطة قراءات EEG وهو الذي يحلل النشاط الكهربائي في الدماغ أثناء قيام أدمغتنا بوظائفها اليومية.

فعلى سبيل المثال، يُعتقد أن موجات بيتا تحدث خلال معظم حالات اليقظة والوعي، بينما تحدث موجات ألفا عندما نشعر بالراحة والتفكير. أما موجات دلتا فترتبط بالنوم العميق.

ويطلق العلماء على ظاهرة مزامنة الأشخاص الموجات الدماغية مع بعضهم البعض "التزامن العصبي"، ويقترحون أن هذا قد يفسر سبب الاتفاق أو عدم الاتفاق مع الآخرين.

وتم تسليط الضوء على كيفية تحديد التزامن العصبي لنجاح أو فشل العلاقات الرومانسية. ويشير تحليل بيانات البحث السابقة إلى أنه عندما تبدأ موجات دماغ الزوجين الجدد في المزامنة معًا، فإن هذا يغير الطريقة التي يتصرفان بها.

وقال العلماء من جامعة تشارلز في براغ ومستشفى جونز هوبكنز في بالتيمور: "غالبًا ما يقلدون حركات الوجه والجسم الشائعة لبعضهم البعض"، ويعتقد أن هذا التقليد الجسدي يُظهر أن الناس يشعرون بالراحة معًا.

وقال الباحثون أنه عندما تتعثر بعض هذه العلاقات الرومانسية في وقت لاحق، فإن أنماط الموجة الدماغية للزوجين وبالتالي حركات الوجه والجسم، غالبًا ما تكون غير متزامنة.

وخلص علماء الأعصاب إلى أن: "النشاط العصبي معدي ويمكن أن ينتشر بين الناس من خلال إشاراتهم السلوكية".

وبالتالي، فإن الانعكاس الإيجابي للغة الجسد مثل تقليد الموقف الجسدي لشخص ما، قد يكون طريقة رائعة لتكوين صداقات والتأثير على الناس.

وبغض النظر عن كيفية مزامنة أدمغتنا، يبدو أننا نبدأ في القيام بذلك في وقت مبكر من الحياة، من سن تسعة أشهر على الأقل.

وقالت إليز بياتزا الأستاذة المساعدة في علوم الدماغ والإدراك: "قام كل من أدمغة البالغين والأطفال بتتبع الاتصال البصري المشترك والاهتمام المشترك بالألعاب. لذلك عندما يلعب طفل وبالغ معًا، تؤثر أدمغتهم على بعضهم البعض بطرق ديناميكية ".

وقد يكون هذا التزامن حاسمًا للنجاح الأكاديمي عندما يدخل هؤلاء الأطفال سنوات الدراسة. ويشير هذا إلى أن هؤلاء الطلاب الذين يظهرون "التزامن من الدماغ إلى الدماغ" مع زملائهم في الفصل والمعلمين، هم أكثر عرضة للتعلم بشكل فعال.

وقد يسمي المرء هذا فقط "الانتباه في الفصل"، لكن الباحثين وراء الدراسة قالوا إنه أكثر من ذلك بكثير.

ووجد العلماء أنه يمكنهم التنبؤ بدقة بنجاح الطالب أو فشله من خلال تقييم مدى "المزامنة" مع بقية الفصل.

وأفاد العلماء في مجلة العلوم النفسية أن الطلاب الذين كان نشاط دماغهم أكثر تزامنًا مع أصدقائهم ومع المعلم، حصلوا على درجات أعلى في الاختبارات.