موت القذافي يعيد للذاكرة مصير الرئيسين السابقين صدام حسين وحسني مبارك

2^min

لم يجمع زعيم عربي أو دولي ألقاباً، بعدد تلك التي أطلقها العقيد معمر القذافي على نفسه، طوال حكمه لليبيا الذي دام 42 عاماً، فمن عميد الحكام العرب، الى ملك ملوك أفريقيا، مروراً بأمين القومية العربية ورئيس تجمع دول الساحل والصحراء، من دون نسيان إمام المسلمين بالطبع، تسميات لم تحم صاحبها من المصير المحتوم، والنهاية البائسة، التي تجلّت في سحبه من مخبأه داخل أنبوب لتصريف المياه قرب مدينة سرت، وقتله من جانب ثوار ظل يلقبهم بالجرذان حتى أخر أيامه.

الوفاة العنيفة للزعيم الليبي، أعادت الى الذاكرة مشهد الرئيس العراقي السابق صدام حسين، الذي سُحب من مخبأ تحت الأرض، في مزرعة نائية في الريف العراقي، واقتيد أمام المحكمة، وجرت إدانته على كل ما اقترفه خلال حكمه، ليُساق بعدها الى حبل المشنقة، وسط السباب والشتائم، وهو الذي كان تزعم العالم العربي لفترة وجيزة بعد انتصار بغداد في الحرب مع إيران، وأطلق عليه لقب بسمارك العرب، إستشرافاً لتوحيد الدول العربية تحت قيادته.

في مصر، لم يلق الرئيس حسني مبارك مصير القذافي وصدام، الاّ أن الرجل الذي حكم أرض الكنانة بيد من حديد لثلاثة عقود، وكانت رغباته بمثابة أوامر في بلد عربي وأفريقي، أبت السلطات القضائية الجديدة في البلاد، الاّ أن يحضر شخصياً محاكمته ولو على سرير المرض، موصولاً بالأنابيب وقناع الأوكسجين، ويجيب شخصياً على الأسئلة الموجهة إليه، ولو عبر مساعد، في وضع ، قلّ ما تعرض له رئيس أي دولة.

يبقى من ضحايا الربيع العربي، الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي، الذي عرف متى يغادر، وقبل فوات الأوان الى منفاه السعودي، وقد تمت محاكمته غيابياً في بلاده، ودين بكل التهم الموجهة إليه، من دون أن يكون لديه أي فرصة للدفاع عن نفسه .