قضت محكمة روسية الخميس بسجن الفنانة ألكسندرا سكوتشيلنكو سبع سنوات بعد إدانتها بتهمة نشر "معلومات كاذبة" عن الجيش بعدما بدّلت ملصقات الأسعار في أحد المتاجر بشعارات منددة بالعملية العسكرية الروسية في أوكرانيا.
وتعد الفنانة البالغة 33 عاما والمعروفة باسم ساشا الأخيرة ضمن آلاف الروس الذين اوقفوا وحكم عليهم بالسجن أو بدفع غرامات لتعبيرهم عن معارضتهم للعملية الروسية في أوكرانيا.
وأفاد مراسل لوكالة فرانس برس في المحكمة أن أنصارها هتفوا "عار" و"نحن معك ساشا" بعدما تلت القاضية أوكسانا ديمياشيفا الحكم.
ورفع البعض، وتحديدا الشباب، لافتات كتب عليها "يجب ألا تُسجن" بينما غادر محاموها من دون الإدلاء بأي تصريحات.
وقالت سكوتشيلنكو "كل شخص في هذه القاعة يريد شيئا واحدا: السلام. لِمَ القتال؟".
وسبق أن ذكرت في جلسة ماضية بأن كل ما أرادته هو "وقف الحرب. هذا كان دافعي".
في 31 آذار العام الماضي، عندما كانت روسيا تفرض حصارا قاسيا على مدينة ماريوبول الأوكرانية الساحلية، بدّلت سكوتشيلنكو خمسة ملصقات أسعار في أحد فروع أكبر سلسلة سوبرماركت روسية في سان بطرسبرغ.
وتحدّثت إحدى الرسائل عن الاتهامات لروسيا بقصف مسرح في ماريوبول في هجوم أشارت تقارير حينذاك إلى أنه أودى بحياة المئات.
وكُتب على ملصقات أخرى "هذه الحرب تكلفنا حياة أبنائنا" والرئيس فلاديمير "بوتين يكذب علينا عبر شاشات التلفزيون منذ 20 عاما".
وبلّغ متسوق مسن الشرطة بالملصقات التي تم استبدالها.
وأفادت منظمة "ميموريال" الحقوقية التي باتت محظورة في روسيا بأن الشرطة قضت 10 أيام وهي تستجوب موظفي السوبرماركت وتفتش تسجيلات كاميرات الأمن قبل توقيف سكوتشيلنكو.
وقالت سكوتشيلنكو أمام المحكمة "كم هي ضعيفة ثقة النائب العام لدينا في دولتنا ومجتمعنا إذا كان يعتقد بأن دولتنا وسلامتنا العامة يمكن أن تتضرر بخمس قصاصات ورق صغيرة؟".
وبينما أقرّت بأنها بدّلت الملصقات، إلا أنها نفت بأن يكون النص المكتوب عليها كاذبا.
وقالت "يرى الجميع بأنكم لا تحاكمون إرهابية ولا متطرفة ولا حتى ناشطة سياسية. إنكم تحاكمون شخصا من دعاة السلام".
وأفاد أنصارها، وبينهم فنانون وناشطون معارضون روس في المنفى، بأن المحاكمة عبثية.
وقالت سكوتشيلنكو، وهي مثلية علنا، إن "الكراهية تجاه الأقليات" في روسيا المحافظة بشدّة يمكن أن تفسّر محاكمتها.
تعاني الفنانة من مشاكل صحية وقالت والدتها لوكالة فرانس برس قبل فترة قصيرة إن سجنها لمدة طويلة سيكون "كارثة".
وانضمت سكوتشيلنكو، وهي عازفة موسيقى، إلى الاحتجاجات التي خرجت في شوارع روسيا في الأيام الأولى للعملية الروسية.
وصنّفتها "ميموريال" على أنها سجينة سياسية وأطلقت حملة داعية للإفراج عنها.