بلد يتلوى على جمر المجهول وأهله يشغلهم صراعٌ لا يعلو البنى التحتية لبني البشر. فداعش أوقفت كل مخططاتها على الساحة اللبنانية في انتظار بتِّ النزاع المستعر بين النائبين نقولا فتوش وميشال فرعون، وقد لا تَستأنفُ تغلغلها أو عزمها على إنشاء ممر إلى البحر، إلا بعد اتضاح مجريات الدعاوى بين فرعون الأشرفية ومتكلم زحلة... والجديد اليوم انخراط نقابة المحامين التي اردفها فتوش ببعضٍ من حواضره،فشطبت اسمه من على جدول أعضائها. ولأن الأمر وصل إلى هذا الدرْك، بات على المعنيين،محليين ودوليين،الإسراعُ في إنقاذ الجمهورية من فراغها، برئيسٍ، تكون أولى مهماته إخماد الصراع الفرعوني _الفتوشي حتى تستتب الأمور وتنطلقَ عجلة البلد للإهتمام بالانتخابات النيابية وبوضع النازحين، والحدود، وعصف المآسي...
صراع النائب والوزير لم يترك للسياسة مساحة وافية، وإن كانت دوزنةُ نارِ التمديد اسيرةَ انامل الرئيس بري، الذي عاد وأبرزَ ميله الى السير بالتمديد، مناقضاً بذلك موقفه السابق،وواضعاً المجلس الدستوري ومن يسعى للطعن امام مسؤولية مشتركة... الرئيس بري أعلن صراحةً ان أمل وحزب الله يؤيدان التمديد، خصوصاً إذا كان ثمة من يمتطي الفراغ حصاناً للذهاب إلى مؤتمر تأسيسي..فهل غمز رئيس المجلس من قناة العماد عون الداعي إلى انتخاب رئيس الجمهورية من الشعب مباشرة، ليحمِّله تبعة أي تطورات قد تقود إلى مؤتمرات تأسيسية،وهل شكّل لوم تكتل التغيير والإصلاح لمن تعهد النوم على درج المجلس لإقرار قانون جديد للا نتخابات ولم يفعل،إثباتاً أن زمن التسويات لم تأت ساعته بعد,لذلك كلٌ يقرأ في كتابه مقفلاً أذنيه؟؟ ماريو عبّود