إيمانكم المزيّف

قال البرلماني السُوداني الراحل محمد إبراهيم"اذا حكمني مسلمٌ فلن يدخلني الجنة، واذا حكمني ملحدٌ فلن يخرجني من الجنة، واذا حكمني من يُؤمّن لي ولأولادي العمل والحرّية والكرامة وعزة النفس فسأقف له احترامًا واجلالًا، ويبقي دخول الجنة من عدمه رهين إيماني وأعمالي، فقفوا عن التنازع على السلطة باسم الدين، مُعتقدين أنها طريقكم الى الجنة، فليست وظيفةُ الحكومة إدخال الناس الجنة، وإنما وظيفتها أن توفِّر لهم جنةً في الأرض تعينهم على دخول جنة السماء."

الإيمان الطافح في وجوه السياسيين هذه الأيام ليس إيمانا بل هو أقرب الى الطفح الجلدي، فهذه المتاجرات ليست جديدة على الناس التي تعرفها من عهود طويلة، فكلّما أفلس السياسيون يعمدون الى هذا التهريج الضحل وبيتزون غرائز العامة من شعوبهم فيقلبوا الواحد على الآخر ويثيروا النزعات الطائفية والمذهبية فيبدأ العوام وهم كثر، وهم ليسوا حكرا على الجهال، بل يشمل جزأ من المتعلمين، فيبدأوا بالتقاذف ويغرق البلد في مسخرة الحقد والتباعد ويقطف كل زعيم مبتغاه داعسا على رقاب المواطنين.

نحن لسنا بحاجة إلى نواقيسكم كلها . وهذه العراضات التي تقومون بها كل حين لا تدل سوى على ضحالتكم ووصوليتكم....يكفي ان تعملوا وفق الحدّ الأدنى للقيم الأساسية التي تتشابه في كل الأديان السماوية وتبيعوننا صمتكم .

أنتم تعرفون ذلك حق المعرفة . ألم يقل رئيسكم الدائم نبيه بري: لولا الطائفية لدخل الناس الى بيوتنا؟
حتى الكهرباء أصبحت في أيامكم طائفية ومذهبية...

حتى الحريات المنتهكة طيفتموها ومذهبتموها فليس القانون من يحمي الناس بل مذهبهم....

محبطة أيامكم محبطة جدا واللبناني الحر لا يأمل منكم شيئا....وكل طموحه أن يفرض الأجنبي عليكم بماله الذي سيقرضكم، الحد الأدنى من قوانين تخفف من غلواء سرقاتكم وفحشكم...أمل بالأجنبي؟؟؟ إنها دعوة غير مباشرة لنوع من الانتداب؟؟؟...نعم، اليأس حالة موات.