بين الفينة والأخرى يعود ما تبقى من اليسار في لبنان للحديث عما يُسمى المارونية السياسية محملين إياها مسؤولية ما وصل إليه البلد، ولكنهم يتناسون أنهم وفي الكثير من المحطات في لبنان لو سمعوا "للمارونية السياسية" لكان لبنان بأفضل حال.
تلك المارونية السياسية أرادت استقلال لبنان في وقت كان هناك من يطالب بضمه إلى سوريا.
تلك المارونية السياسية فتحت الباب لللاجئين الفلسطينيين يوم أصابتهم النكبة ليس فقط بسبب إسرائيل بل بسبب بعض الأنظمة العربية أيضاً.
تلك المارونية السياسية أُطلق على أحد رموزها وهو الرئيس كميل شمعون لقب فتى العروبة الأغر.
تلك المارونية السياسية حاولت بناء دولة مع فؤاد شهاب.
تلك المارونية السياسية فُرض عليها اتفاق القاهرة يوم كان جزء من اللبنانيين لا هم لهم سوى تأمين مصالح حركة فتح والسلاح الفلسطيني على حساب لبنان واللبنانيين.
تلك المارونية السياسية وقف باسمها الرئيس سليمان فرنجية على منبر الأمم المتحدة حاملا لواء القضية الفلسطينية بعدما كان الجيش قد عانى في حرب المخيمات ابتداءً من العام 1970 .
تلك المارونية السياسية وقفت في وجه سلاح فلسطيني شكل دولة ضمن الدولة بترحيب وتأييد من بعض اللبنانين وفي مقدمهم اليسار وكان سبباً مباشراً في اندلاع الحرب في لبنان.
تلك المارونية السياسية واجهت الوصاية السورية وهي وصاية أول من عانى منها هو اليسار اللبناني.
تلك المارونية السياسية إتهمت بالتعامل مع إسرائيل ولكن الرئيس بشير الجميل جرى تسهيل اغتياله لأنه رفض توقيع معاهدة سلام مع إسرائيل.
هذه هي المارونية السياسية وهي بالتأكيد أفضل بمئات المرات من العبثية السياسية.