لبنان أكثر فسادا من بنغلادش

أصدر منتدى العالم الاقتصادي تقريره اليوم معدّدا الدول الأكثر فساداً في العالم، وكان الشرق الأوسط من بين الدول الأكثر فسادا والتي تعاني من ضعف بنيوي في الدولة وأجهزتها ومن انتشار الفقر.

طبعاً لبنان كان المنارة في الفساد وفق التقرير وقد أتى في مرتبة دنيا بعد غواتيمالا وبنغلادش وموريتانيا....

شيء مشرّف حقاً ولكنه ليس بجديد ،فقد سبقته تقارير عديدة منذ سنوات وكانت كلّها تنوّه بشرف المسؤولين الألى بعهودهم جاء لبنان في المراتب الدنيا للدول الأكثر فسادا وسرقة...

المفارقة أن اللبنانيين ينظرون الى أنفسهم كمتقدمين في سلّم التحضّر ومع ذلك فإنّهم أكثر فساداً من بنغلادش و غواتيمالا.

الذي لم يذكره التقرير هو مستوى كذب ووقاحة الطبقة الحاكمة في لبنان.

فهؤلا السياسيون دأبوا لسنين طويلة يدّعون محاربة الفساد لا بل يشكون من الفساد،رغم أنهم في مناصبهم منذ30 سنة،وما الوجوه الجديدة سوى رتلٍ ركيك في جوقة الحكام السلاطين المؤبّدين في الحكم والرابضين على رؤوس العباد.

والتقرير ذكر وجود فئات كبيرة فقيرة ،وقد ذكرت أيضا تقارير سابقة مماثلة عن كون مدينة طرابلس اللبنانية هي الأفقر على حوض المتوسّط...

لكن التقرير لم يذكر طبعاً أن قسم كبير من المواطنين في مختلف طوائفهم ومناطقهم هم جيوش مجيّشة طائفيا لزعمائها إيّاهم ووهم بلا وعي يقفون سدّاً منيعا في وجه أي تغيير، وهي مستعبدون من غير أن يعرفوا...

فأمام المئة ألف الذين تجمّعوا يوما كمجتمع مدني بحت، يتجمّع مئات الآلاف من المواطنين المطيّفين والممذهبين ....والمستعبدين، يرفعون الولاء لأسيادهم الحكّام كلما دقوا لهم النفير...في مسرح سريالي من الديمقراطية حيث يتنافس المواطنون المستعبدون ضدّ المواطنين المظلومين...

ويحدّثونك عن "سيدر" والمليارات الأوروبية....

فسادنا عمره عقود، حتى أنه أصبح لنا طبيعة ثانية.

ولا يُصلحُ العطّارُ ما أفسدَ الدهرُ