ثورة لأشرف قضية

اليوم يقوم اللبنانيون الأحرار من تحت الرماد، ينبعثون الآن طيورا من الفينيق، ينزعون عن أبصارهم غشاوات التطيّف والتمذهب والتقوقع، منطلقين الى آفاق المواطنية اللبنانية الحضارية الانسانية حيث كرامة الانسان هي الحقيقة الأولى  ولا حقيقة تعلو عليها .

 

اليوم يتوحدون تحت علم بلدهم لينادوا بوطن شعبه حر ومواطنه غير ذليل، فلا يستتبعه زعيم ولا يذله رئيس ولا يتلاعب بعواطفه وغرائزه تاجر دين أو تاجر سياسة.

 

هؤلاء الذين استكردوا اللبنانيين من أمراء الحرب وأمراء الدين، فحاربوا بهم وقتلوهم ثم سرقوهم وجوعوهم وأذلوهم بحقوقهم وهجّروهم فانتشرت الشبيبة اللبنانية في أصقاع الأرض بحثا عن رزق شريف وحياة حرّة بينما قبع بقية الشعب اللبناني لعجز تحت رحمتهم وصلفهم وعهرهم لا نفرّق بين أحد منهم...

 

هؤلاء اليوم حان وقت كنسهم بأكفكم الحرة وبصدقكم وبحضاريتكم فهذه الثورة عظيمة بأبنائها نساء ورجالا بوعيهم وعلمهم وثقافتهم، وبطبقاتهم الدنيا الفقيرة، والوسطى بحاجاتها، وحتى الغنية بدعمها ووعيها، بمغتربيها في مختلف الأمصار، هذه الثورة أثبتت أن اللبنانيين عظماء يبعثون النور في النفوس ويثورون لأشرف قضية قضية كرامتهم وحقوقهم وعمرانهم وتحضرهم لينهضوا بوطنهم وليُعلوا مكانته بين الأمم وليحمل كل لبناني هويته وجواز سفره بفخر.

 

أيتها الشبيبة الثائرة الحرّة....ها هم طواغيتكم يرتعدون في قصورهم ويعدّون أيامهم الأخيرة ليهربوا إلى منافيهم مع ثرواتهم الحرام.

 

ولسوف يستكبرون ويستعملون عسسهم وعيونهم وكلابهم ليخوّنوكم وليزرعوا الفتن في صفوفكم،ولن يتورعوا عن الدم فهذه حقيقتهم أصحاب ميليشيات وأمراء حرب،وسيستمرون في خيانتكم بعد أن أصبحت الخيانة من صلب أخلاقهم وتراثهم،فمعظمهم لم يملك يوما شرف المواطنة ولا شرف الثورة،فالذي يسرق شعبه ويُفقر ناسه ويستعذب إذلالهم لا يستحق شرف المواطنة ولن يستحق يوما شرف الثورة ليلتحق بركبها ويتسلّق عليها.

 

فلا تستكينوا ولا تدعوا جزوة الغضب تخمد ولا نزق الثورة يستكين

 

ولا تقبلوا بأنصاف الحلول المخادعة فالثورة حالةُ عشقٍ وليس هنالك من نصفِ عشق وليس هناك من نصفِ ثورة.

 

حسين الجسر