كورونا الخريف أصغر همومنا

أخبرني أحد الأطبّاء المرموقين أنّ كورونا الحقيقية لم تأت بعد إلى لبنان. 

نظرية صديقي غير سارة لنا، وما كنت أودّ أن أكون بومة بالزائد في هذا الزمن الرديء والذي لا نسمع فيه سمى أصوات البوم المشؤومة...لولا أني رايتها تحاكي المنطق وفق المعطيات الرقمية التي يقيم الطبيب نظريته عليها. 

هي معادلة بسيطة ففي رأيه أنّ الكورونا الفعلية غمرت البلاد الباردة كأوروبا وأميركا بينما كانت قليلة في البلاد الحارة أو الدافئة، ومن هذا المبدأ يتوقع ان يكون خريف لبنان ساخنا وعلينا الاقفال من كانون حتى آذار حتى نقلل من نسبة الاحتكاك والموتى. 

ادعو الله ان لا تصيب نظرية صديقي، وإن كنت أرى أنها لو حصلت ستكون أصغر هموم اللبنانيين، لأن المصائب الكبيرة ستواصل النزول على رؤوسهم بشدة  تجعلهم يرون الكورونا أهون عليهم من الجوع والحاجة والفوضى والعبث. 

ببساطة وبعقل بارد، لم تعد القصة بيد اللبنانين ولا بيد هذه الدولة المسخ وحكّامها المسخرة الألى لم يفعلوا شيئا لبلدهم سوى نهبها على امتداد العقود الماضية. 

هذا ما جنته أيديكم من تفلّت وتعهّر في استلاب المال العام، ومن سياسات التبعية وتعدد الولاآت للدول كلها على حساب الولاء للوطن، فجعلتم البلد مطيّة للآخرين في أطماعهم وطموحاتهم. 

والآن حصحص الحق وصحّ فيكم القول :لقد لهوتم ما شاء لكم أن تلهوا وأكلتم ما شاء لكم أن تأكلوا وقد آن لكم أن ترحلوا. 

أو كما قال الشاعر مظفّر النواب لحكام العرب من ثلاثين سنة: 
إن حظيرة خنزير أطهر من أطهركم يا حكّاما كسبة 
تتحرّك دكّة غسل الموتى أما أنتم لا تهتزّ لكم قصبة. 

خريفكم أنتم قادم أيضا فحين يصبح الدولار 10000 سيزحف الجوعى الى بيوتكم فاختبئوا في جحوركم ،إنّ اللحظة آتية لا ريب فيها. 

حسين الجسر