"لا أميركا ولا إيران تريدان حكومة في لبنان"، قالها رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط بالفم الملآن.
صحيح أن الجميع يعلم أن القرار في لبنان لم يكن يوماً وطنياً بل مرتبط بالصراع الاقليمي، لكن أن يصدر هذا الكلام اليوم عن شخصية سياسية بارزة ليس سوى تأكيد أن الوضع السياسي في لبنان لم يتغير بالرغم من الأزمة الحالية التي يعيشها، وأن الوضع الحكومي اليوم يتأرجح بين مصالح البلدان الكبرى.
حدث اليوم ابطاله ثلاثة، الولايات المتحدة الاميركية وفرنسا وايران. وإن كان صحيحاً أن "لا أميركا ولا ايران" تريدان حكومة، تعمل فرنسا من خلال مبادرتها على حل الامور.
ما من دور بارز لفرنسا في الشرق الاوسط ، وبالتالي هي تريد اثبات نفسها من خلال ما تبقى ولبنان قد يكون مفيداً لها، ومن الواضح أن من مصلحتها ان يكون لبنان مستقراً وفشل مبادرتها سيكون له صدى غير ايجابي، بالرغم من أنه لا يمكن انكار محبة فرنسا للبنان واهتمامها الدائم به وهذا ما يكون قد ترك صبرها طويلاً.
يعتبر الصحافي والمحلل السياسي موفق حرب خلال حديث اليوم للـ LBCI أن تمسك الثنائي الشيعي بوزارة المال هو لمحاولة التأكيد بأن العقوبات الاميركية غير ناجحة. والأرنب اليوم لن يخرج من عين التينة بل سيكون اما ايرانيا او فرنسيا. والارنب الفرنسي قد يكون دعوة الفرقاء اللبنانيين الى طاولة حوار في باريس.
يشرح حرب هذا الاستنتاج بالقول: "بحسب الوضع الحالي في المنطقة، يُعتبر السوق الايراني من أكبر الاسواق التي لم يتم استثمارها بعد، وللتذكير أن فرنسا كانت دخلت السوق الايراني عبر توتال وعادت وخرجت منه والعقوبات الاميركية دفعتها للتراجع، إضافة الى ذلك أن فرنسا تعارض الموقف الاميركي بمجلس الامن تجاه تمديد حظر بيع الاسلحة من ولايران، وهو أمر لم ينضج بعد ولا يزال بحاجة الى ايام، وبالتالي القرار حينها سيؤثر تلقائياً على موضوع تأليف الحكومة اللبنانية، فإما تدخل فرنسا السوق الايراني وإما تفضل السوق الاميركي كي تبقى بعيدة عن العقوبات".
وأشار حرب الى أن خارطة الطريق التي وضعها الرئيس الفرنسي تتناغم مع الانتخابات الاميركية كون الرزنامة الاميركية هي رزنامة عالمية لتحديد الخيارات.
اذا بالرغم من المحاولات والطروحات التي لم تتوقف، يبقى الوضع في لبنان مرتبطاً بقوة بالحدث الايراني المقبل اي تمديد الحظر من عدمه، وحينها سيحدد لبنان مساره، إما يبدأ مشواره نحو الجنة إو نحو جهنم.