LBCI
LBCI

ريان... نصيبه من الإسم الذي حمله!

مايا عيد الكاتب: مايا عيد
رأي حر
2022-02-06 | 04:48
مشاهدات عالية
شارك
LBCI
شارك
LBCI
Whatsapp
facebook
Twitter
Messenger
telegram
telegram
print
ريان... نصيبه من الإسم الذي حمله!
Whatsapp
facebook
Twitter
Messenger
telegram
telegram
print
3min
ريان... نصيبه من الإسم الذي حمله!
مايا عيد
 
يقولون إن النعوش الصغيرة هي الأثقل. شقّقوا الأرض لإبعاد شرّها، فتُهنا في قاع البئر ونحن نبحث عن الضوء، بين انسانيتنا ومعنى حياتنا، في حين ريان، كان سبقنا إلى ما هو أسمى. لكن، بعد ماذا؟

صورة الطفل ريان وهو يرتجف لم تفارقني منذ أيام كما الكثيرين. فرغم محاولات تشتيت افكاري نحو أمور أخرى، ظللت أردد "أصمد يا ريان". قد تكون العاطفة تجاه أطفالنا ضاعفت خوفنا، ليأتي القول "يا ربّ أبعد عنا هذه الكأس".

يتهمونني بأنني أتحدث كثيراً عن الموت، كيف لا، وهذه نهايتنا جميعاً. يحق لنا أن نحزن على أحوالنا المزرية، لكنها بثوانٍ تتحول الى سخافة أمام ما يعيشه الآخرون. كثر يتألمون يومياً ويموتون بأبشع الطرق، ونحن ماذا نفعل؟ قال لي يوماً أحد الأحباء، "توقفي عن التفكير، فلا يمكننا إنقاذ العام بأسره"، كلامه محقّ، ولكن كيف أتوقف عن التفكير والرأي العام بإمكانه هزّ الضمائر؟

ما قيمة همّنا أمام خوف ريان الذي عاشه جسده الصغير في قاع بئر لأربعة أيام. إلهي! هل مات ريان من شدّة الخوف أم من شدة الألم؟ هذا التساؤل يقتلني... بماذا كان يفكر ويشعر ريان؟ هل كان بإمكانهم تسريع الاعمال؟ هل كان على الدول تقديم المساعدة؟ هل من أمر كان يجب فعله ولم يُفكَّر به؟

اعتقدنا أن الأمل سيخرج من قاع البئر، إلا أن الأمل تحوّل في القاع من ظالم الى أظلم. لا كفرٌ، ولكن لم كان على هذا الطفل أن يتحمل الآلام والعذاب والخوف قبل رحيله، مثل العديد من الاطفال في بلدان عدة. لا جواب! فنحن بشر لا آلهة. ما نعرفه أن حياتنا اليوم ليست سوى عبور لحياة أخرى سبقنا ريان اليها. فهوّنوا حياتكم، وتصارحوا مع من تحبون والأهم مع من يحبكم. اجبروا خواطرهم، فلا تعلمون متى يدق الموت بابكم أو بابهم، وبأي طريقة. 

الأمل والخذلان، امران يتكرران سواسية، لا يكسر هذه الحلقة سوى الرجاء. وللمفارقة، "الريان" معناه "المرتوي بعد عطش". انتظرناه أن يرتوي من ماء الحياة ويعود اليها إلا أنه ارتوى بالأثمن، فقد ارتوى من ماء الحياة الابدية، وكان من اسمه نصيباً. ريان... حلّق يا صغيري!
 
 
*** إن الآراء الواردة في النص تعبّر عن وجهة نظر كاتبها وبالتالي فإن موقع الـ LBCI  لا يتحمّل تبعات ما قد يترتب عنها قانوناً.
 
*حفاظاً على حقوق الملكية الفكرية يرجى عدم نسخ ما يزيد عن 20 في المئة من مضمون الخبر مع ذكر اسم موقع الـ LBCI Lebanon News الالكتروني وارفاقه برابط الخبر Hyperlink تحت طائلة الملاحقة القانونية




أخبار لبنان

آخر الأخبار

رأي حر

ريان

المغرب

اطفال

LBCI التالي
الدكتور منذر كبارة والسيدة ياسمين زيادة
زمن المؤخرات...
LBCI السابق
إشترك لمشاهدة الفيديوهات عبر الانترنت
إشترك
حمل الآن تطبيق LBCI للهواتف المحمولة
للإطلاع على أخر الأخبار أحدث البرامج اليومية في لبنان والعالم
Google Play
App Store
We use
cookies
We use cookies to make
your experience on this
website better.
Accept
Learn More