أظهرت دراسة جديدة نشرت الثلاثاء أن تناول إحدى أسماك المياه العذبة المصطادة من البحيرات والأنهار الأميركية يُعادل شرب مياه تتضمن ما يسمى الملوثات "الأبدية" لمدة 30 يوما.
وجرى تصنيع هذه المواد الكيميائية في أربعينات القرن الفائت لمقاومة الماء والحرارة، ويمكن إيجادها في الأوعية غير اللاصقة والمنسوجات وأغلفة المواد الغذائية.
إلا أنّ عدم قابلية هذه المركبات الكيميائية المُسماة بالمواد الفاعلة بالسطح الفلورية للتفكك، يؤشر إلى أنها تراكمت مع الوقت في الهواء والتربة ومياه البحيرات والأنهار والأطعمة وحتى في جسم الإنسان.
وتزايدت الدعوات لفرض قواعد أشدّ على استخدام هذه المركبات الكيميائية المضرة لصحة الإنسان لأنها تتسبب بمشاكل في الكبد وتؤدي إلى ارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم، بالإضافة إلى انخفاض الاستجابة المناعية والإصابة بأنواع كثيرة من السرطان.
وأراد الباحثون قياس كمية التلوث الذي تعرضت له أسماك المياه العذبة من خلال تحليل 500 سمكة أُخذت من البحيرات والأنهار الأميركية بين عامي 2013 و2015.
وأظهرت النتائج المنشورة في مجلة "إنفايرنمانتل ريسرتش" أن تناول سمكة واحدة تعيش في المياه العذبة يعادل الشرب مدى شهر من المياه الملوثة بحمض بيرفلوروأوكتان السلفونيك بمعدل 48 جزءًا لكل تريليون. وأشارت وكالة حماية البيئة الأميركية في توصيتها الجديدة إلى أنّ المياه تُعتبر آمنة للشرب إذا لم تكن تحوي أكثر من 0.2 جزءاً من حمض بيرفلوروأوكتان السلفونيك لكل تريليون.
وأتت مستويات المواد الفاعلة بالسطح الفلورية التي رُصدت في أسماك المياه العذبة المصطادة من البرية أعلى بـ278 مرة من تلك التي تحويها الأسماك التي تُربّى للبيع.
وأكّد باتريك بيرن، وهو باحث متخصص في التلوث البيئي لدى جامعة جون مورس البريطانية في ليفربول، أنّ المواد الفاعلة بالسطح الفلورية "قد تشكل أكبر تهديد كيميائي للبشر في القرن الحادي والعشرين".
وتأتي الدراسة بعد اقتراح رفعته كل من الدنمارك وألمانيا وهولندا والنروج والسويد للوكالة الأوروبية للمواد الكيميائية الجمعة الماضي، لحظر استخدام المواد الفاعلة بالسطح الفلورية .
وجاء الاقتراح عقب النتائج التي توصلت إليها البلدان الخمسة وتشير إلى أنّ استخدام المواد الفاعلة بالسطح الفلورية لم يخضع للرقابة الكافية.