"الفيروس وجد ليبقى"... سلالات جديدة من أوميكرون تنتشر: هل وصلت إلى لبنان؟ (خاص)

بعدما لاحظ اللبنانيون ارتفاعاً بعدد اصابات كورونا، بدأت المخاوف تزداد من خطر موجة جديدة تكون أصعب من سابقاتها. وقد خصت ندى ملحم، البروفيسورة في الأمراض المعدية في كلية العلوم الصحية في الجامعة الأميركية في بيروت وعضو اللجنة الوطنية للأمراض المعدية  في وزارة الصحة، موقع الـLBCI بمقابلة خاصة شرحت فيها تطور كوفيد – 19 حول العالم عموماً وفي لبنان خصوصاً.

وأوضحت ملحم أن أحدث متغير لـ SARS-CoV-2 من أوميكرون يحتوي على أكثر من 50 طفرة، وأن العدوى ستؤدي إلى تهرب مناعي خلطي كبير. 

وأشارت ملحم إلى أن ظهور متغيرات جديدة، قد يؤدي إلى خطر أكبر للإصابة وزيادة في قابلية الانتقال، وحالات مرضية أكثر شدة قد يكون من الصعب علاجها وتشخيصها، وانخفاض في فعالية اللقاح، ما يؤدي الى الضغط على أنظمة الرعاية الصحية.

متحورات أوميكرون على الصعيد العالمي

  ونبهت ملحم  إلى أن أوميكرون يستمر بالتحور وينتج عنه عدداً لا يستهان به من السلالات ، التي لم تعد تصنف على أنها مركبات عضوية متطايرة (Variant of Concern) ولكن بدلاً من ذلك يطلق عليها تصنيف المتغيرات ذات الأهمية (Variant of Interest) أو المتغيرات تحت المراقبة (Variant Under Monitoring)."

متحورات منتشرة لأوميكرون

  كما لفتت البروفيسورة الى تداول عدد من الـVOIs والـVUMs. وعلى سبيل المثال، أظهر متحور XBB.1.16 أو الذي عرف بـ " أركوتروس"، ارتفاعًا أسبوعيًا عالميًا في معدل الانتشار. 

واستنادًا إلى سماته الوراثية وخصائص الهروب المناعي وتقديرات معدل النمو، قد يستمر XBB.1.16 في الانتشار عالميًا ويودي إلى ارتفاع في عدد الحالات، ولكن الأدلة المتاحة لا تشير إلى أن هذا المتحور له مخاطر إضافية مقارنة بالسلالات المتداولة حاليًا.

وفي سياق متصل، أشارت ملحم إلى أن XBB.1.5 قد يستمر في الانتشار وإن كان بمستويات منخفضة، علما ان الأدلة لا تشير إلى مخاطر صحية إضافية مقارنة بالسلالات المتداولة حاليًا من Omicron.

أما بالنسبة للمتحور الذي يشغل حديث اليوم "ايريس"، فأوضحت أن  الولايات المتحدة شهدت زيادة في سلالة فرعية جديدة من XBB  من Omicron EG.5.

ولفتت إلى أن EG.5 المعروف باسم ايريس ارتبط بزيادة قابلية الانتقال وهو ينتشر بسرعة، إلا أن إجمالي عدد حالاته لا يزال منخفضًا جدًا. 

ونبهت ملحم الى أن بيانات الدوران العالمي للفيروس أظهرت أن أعراضه مماثلة للمتغيرات الأخرى. 


كورونا في لبنان

وبالانتقال إلى لبنان، لفتت البروفيسورة ملحم إلى أن وزارة الصحة تواصل رصد حالات COVID-19 ومع ذلك فإن اللبنانيين لا يخضعون لاختبار الكورونا غير انها كشفت انه خلال الأسبوعين الأخيرين من شهر تموز سجل معدل حدوث 100000/3، وفحوص PCR ايجابية بنسبة 3.5% و إشغال وحدة العناية المركزة بنسبة 2%، مع الإبلاغ عن 5 حالات وفاة.

وأكدت ان المراجع ستكون قادرة قريبًا على تحديد ما إذا كانت الحالات ناتجة عن المتحورات التي تم ذكرها.

وفي حين أن كوفيد - 19 لم يعد يمثل حالة طوارئ صحية تثير قلقًا دوليًا (PHEIC) فمن المهم بحسب ملحم الاعتراف بأن الفيروس وجد ليبقى، وبالتالي يجب مراقبة خطر ظهور وانتشار متغير أكثر فتكاً من SARS-CoV -2، مشددة على ضرورة مواصلة الكشف عن إشارات الإنذار المبكر والمراقبة ودراسة التسلسل الجيني والدراسات حول فعالية اللقاح.

ولفتت الى ضرورة تحسين قدرات اللقاح خصوصاً وأن سلسلة اللقاح الأولية المكونة من جرعتين لها فعالية محدودة ضد متغيرات كوفيد – 19.

ودعت ملحم لضرورة التطعيم المعزز للتغلب على ضعف المناعة بسبب ظهور سلالات فرعية جديدة من أوميكرون لزيادة الأجسام المضادة التي تستهدف المتغيرات.