مفاهيم مغلوطة وغير دقيقة حول كيفيّة اختيار العسل.. لا تقعوا ضحيّة هذه الأفعال!

مع بداية فصل الخريف واقتراب الشتاء، يُجمِع الكثيرون على أهميّة تناول العسل كونه يمدّ الجسم بالدفئ والطاقة، ناهيك عن طعمه اللذيذ وفوائده المتعدّدة.

فالعسل يحتوي على المعادن الطبيعيّة والفيتامينات التي تساعد على إبعاد الكولسترول غير المرغوب فيه والأحماض الدهنيّة، وبالتّالي منع السّمنة، بحيث تشمل المعادن الموجودة فيه، الكالسيوم والنّحاس والحديد والمغنيسيوم والمنغنيز والفوسفور والبوتاسيوم والصوديوم والزنك. 

هذا ويُعدُّ العسل من أغنى المواد الطبيعيّة بالأحماض الفينولية والفلافونويد، التي هي مصدرٌ لمضادات الأكسدة الطبيعيّة الخالية من الدّهون والكولسترول.

 

كما أن فوائده الكثيرة، تجعله يترأس القائمة الغذائية ويتواجد بوفرة على مائدة الطعام، كذلك تجعل منه علاجاً لأمراض عدّة، حيث يساعد العسل الطبيعي على تحسين حالات الإنفلونزا والبرد، وتخليص الجسم من السموم، وتقليل الالتهابات، كما يمكن استخدامه على البشرة  في حالات الجروح والحروق، وذلك تحت مسمّى "أساليب الطب المنزلي".

لكن المفارقة  تكمن في أنّ رغم معرفتنا بفوائده وضرورة إدخاله لنظامنا الغذائي، إلا أنّنا قد نجد أحياناً كثيرة صعوبة في اختيار العسل الطّبيعي الجيّد والصحّي، وقد نقع ضحية عسل مغشوش يحتوي على نسب عالية من السّكر ويعود بالسّوء على صحتنا الجسدية.

معايير اختيار أفضل أنواع العسل

 في مقابلة أجريت مع المهندس الزراعي والمتخصص في تربية النحل رواد حبشي، تحدّث في بادئ الأمر عن أنّ "نسبة سيولة العسل ليست معياراً لجودته، وهو مفهوم خاطئ، فقد أثبتت الدراسات الحديثة مدى خطورته، لكنّه لا يزال سائدا في مجتمعاتنا عند تقييم العسل وشرائه."

وأوضح حبشي، في حديث لموقع الـLBCI، أن "تبلور العسل هو خاصيّة طبيعيّة للعسل الخام وغير المبستر باستثناء بعض الأنواع كعسل السنديان، أمّا تسييل الأنواع الأخرى أو تعريضها للحرارة (البسترة أو التسخين) من أجل فقط أن يصبح قوامها أكثر جذباً للمستهلك، فهو أمر يفقد العسل أهميّته الغذائيّة والصحّية، ويتسبّب بقتل كل الخمائر والأنزيمات الموجودة فيه"، لافتا الى أن "الأبحاث الحديثة أكدت أن تسخين العسل يشكل أيضا خطراً على صحّة الإنسان ومناعته."

 

ومن هنا، تابع حبشي بالقول إنّ "على محبّي العسل الأخذ بالنصائح التّالية الأساسية في عين الاعتبار عند شراء العسل للتأكّد من جودته العالية:

أولاً، التّحقّق من مصدر العسل.

 

ثانياً، التأكّد من أن العسل خام وغير مبستر وخاضع للفلترة الدقيقة.

 

ثالثاً، الانتباه إلى كميّة السيكروز الموجودة في العسل في خانة الحقائق الغذائية Nutrition Facts )) على الملصق التجاري، حيث يجب أن لا تتخطّى الـ5 غرامات في كل 100 غرام من العسل.

رابعاً، تجنّب العسل الشديد السيولة الخاضع للبسترة.

 

وأخيراً تجنّب العسل الرخيص، وذلك لأن إنتاج العسل الطبيعي الخالي من السّكر يكون ضمن كميّات محدودة ويتطلّب كلفة عالية وجهدا كبيرا."

وبحسب المهندس حبشي، فان "إحدى الدراسات الأخيرة التي أجريت في لبنان، أظهرت أن حوالي ٨٠ % من العسل الموجود في المتاجر والمعروض للبيع، هو عسل معرّض للحرارة عند التصنيع، ما يعني أنه عسل شبه فاقد لمتمماته الغذائية. وعلى سبيل المثال لا الحصر،  نرى عسل الليمون عسلا سائلا وهو من الأعسال المتبلورة طبيعياً ومن المفترض أن يكون قوامه أكثر سماكة."

أمّا عن تعدّد قوام ولون ورائحة ومذاق العسل، فأشار المهندس الزراعي إلى أنّه "يرتبط بشكل مباشر بالمواسم والمراعي ولون غبار الطلع (Pollen) الموجود على الأزهار."

هل يفسد العسل؟

تحدّث حبشي لموقع الـLBCI عن أهميّة حفظ العسل بعناية في مكان بعيد عن الرطوبة وذلك لمنع فساده، مؤكداّ أنه "ليس هناك تاريخ صلاحية للعسل الطبيعي الخام شرط ألا تدخله أي إضافات"، مشيرا الى أن "للحفاظ على جودة العسل بعد فتحه يجب عدم استعمال الملعقة مرة أخرى بعد إدخالها إلى الفم.".

أفضل طريقة لتناول العسل

قد يستغرب البعض مقولة أن للعسل طرق تناول معّينة، وأن عدم مراعاتها قد يحول دون الاستفادة من كامل متمماته الغذائية. لكن صدق أو لا تصدق فإن هذه المقولة صحيحة!

وبحسب ما أشار إليه حبشي، إنّ "أفضل طريقة لتناول العسل هي أخذه  نيئ وتجنب إضافته مع أي سائل أو مكوّن تفوق حرارته الـ 40 درجة مئوية، لأننا نكون قد افقدناه جزءً كبيراً من متمماته الغذائية بفعل الحرارة المرتفعة."