"كان في شيطان عم يطلع من العنبر"... ميرنا فقدت عينها لكنها خلصت ابنها يوم انفجار المرفأ وهذا ما حصل معها! (فيديو)

روت السيدة ميرنا حبوش تفاصيل مؤلمة عن تجربتها المرعبة التي عاشتها يوم 4 آب، عندما وقع انفجار مرفأ بيروت، وذلك خلال حلولها ضيفة في برنامج Morning Talk، عبر شاشة الـLBCI.

السيدة حبوش كانت قد توقفت لحظة الفاجعة عند احدى الصيدليات لتشتري الحليب لابنها كريس الذي كان عمره سنة واحدة حينها.

وعندما رأت الدخان يتصاعد، أخرجت ابنها من الكرسي المخصص له ووضعته في حضنها وقررت أن تقود في الاتجاه المعاكس للسير بهدف الهروب، وبعد دقائق اندلعت النيران وحصل الانفجار، فطارت سيارتها الى الجهة الثانية من الطريق وفُتح الباب، وسقطت هي وكريس من السيارة، وخسرت عينها اليمنى.

وقالت ميرنا: "عندما سمعت صوت المفرقعات ورأيت الدخان يتصاعد من العنبر، شعرت وكأن شيطانا يخرج منه، وبسبب خوفي حاولت أن أقود عكس السير وأن أضع حياتي بخطر لأخلص ابني، ولكن القصة حصلت بثوانٍ معدودة ولم أشعر بشيء".
 
وتابعت: "هذه المجازفة خلصت حياتي وحياة ابني، لأنني لو كنت لا أزال واقفة في الشارع لكنت خسرت حياتي وحياته، كنت مقابل العنبر ولا أستطيع أن أنسى كل التفاصيل والأصوات".
 
وأضافت: "مر عسكري وطلبت منه أن يساعد ابني، فأخذ كريس مني وصعد على متن دراجة نارية مع أحد الأشخاص، وقال لي أنا ذاهب الى مستشفى مار يوسف اتبعيني".

وأكملت ميرنا روايتها: "وصلت الى مستشفى مار يوسف، دخلت للبحث عن ابني... "كانت عيني شقفتين" وكان هناك عظمة خارجة من يدي... الممرضة طلبت مني أن أخبأ عيني وقالت لي أنها ستمسك بيدي وستبحث معي عن ابني... كريس كان على يميني ولم أتمكن من رؤيته بسبب اصابتي في عيني اليمنى ".

وقالت: "خضعت لـ7 عمليات جراحية في عيني واستخرجوا الزجاج من يدي ولا يزال هناك زجاج في يدي... والدي كان في الجيش وخسر عينه اليسرى في الحرب عندما كان عمره 33 سنة، وكنت أرى أصدقائي في المدرسة كيف كانوا ينظرون اليه، لذلك أصريت على ترميم شكل عيني حتى لا يعيش ابني الموقف والشعور نفسه ... نظرات الناس مؤذية".
 
ميرنا أكدت أن "4 آب هو يوم لا يُنسى... بدأ بالألم ولكن لدي أمل بأن تظهر الحقيقة... هذا اليوم علمني ما هي الحياة وأن أتمسك بالأمل ... علاجي مستمر بيدي وعيني".
 
وختمت: "يجب أن نحصل على العدالة وأن نعرف الحقيقة... ندوب كريس تذكرني بهذا اليوم، أتأمله خلال نومه وأعتذر منه لأنه عاش هكذا تجربة... عندما نظر إليّ في المستشفى يوم الانفجار شعر بالخوف مني وبقي لمدة شهرين لم يقترب مني... تعالجت لأعالجه معي... أتمنى أن يحل اليوم الذي نعيش فيه ببلد يحل فيه الأمان".