اليوم ايضًا ، لا صوت يعلو فوق صوت كورونا ... عدَّاد يرتفع ... مناكفات بين قرار الإقفال لـ 111 بلدة وبين محاولات التشاطر والتحايل والتذاكي على القرار ... الدولة على حق في إجراءات الإقفال ، والمواطن على حق في ان لا أحد ينظر بوضعه في حال " زرب نفسه "، لكن لا بد من التذكُّر دائمًا أن كورونا لا يرحم ، وهو اقسى من " الزربة " بدليل أن المستشفيات بدأت ترفع الصوت خصوصًا أن الأسرَّة لم تعد متوافرة ، وهكذا تتسع الهوة بين ما هو متوافر وبين ازدياد عدد الإصابات ...
في ملف آخر مسار مشاورات التكليف يراوح مكانه على رغم كل اللقاءات جوَا وبرًا ، وكأن هناك وحيًا يجب أن يهبط من مكانٍ ما أو كلمة سر يجب ان تصل من عاصمة ما ... لكن ما هو مؤكد حتى الساعة أن لا إسم عُمِّم على أحد ووًزِّع على الكِتَل لتُحدَّد مواعيد إستشارات التكليف ...
يحدث كل ذلك في وقتٍ ينهمك اللبناني بأمور كان يُفترض ان تكون من البديهيات ، لكنها في الظروف التعيسة التي يمر فيها البلد ، ويبدو ان المرور طويل ، تبدو من الأمور التي تحتل عناوين الأخبار ، من مثل : كيف يهدّدك المصرف حين يريد ان ترد القرض ؟ ما هو سعر الفروج اليوم ؟ مهلًا : هناك الفروج والجوانح والفخذ والصدر والطاووق والقصبة والقوانص ... ثم هناك كرتونة البيض ، فتتذكَّر الدوامة : مَن الأول ؟ الدجاجة ام البيضة ؟ مَن الأول : الحكومة أم الإنفراج ؟
ننتهي من دوامة الفروج لنصل إلى لقاح الإنفلونزا : هذه السنة لن يكون متوافرًا كما السنوات الماضية ، وهنيئَا لمن يتمكَّن من الحصول عليه ... لكن لم تنتهِ الحكاية هنا : الدواء بدأ يُفقَد ، ليس فقط المستورَد بل بعض الأدوية التي هي من صناعة محلية ... بعض الصناعيين عشّاق إخفاء السلعة ، فربما يُرفَع الدعم فـ " تُدوبَل " ارباحهم ، لا بل " تَتَربَل " ... ولِمَ لا ، فما من حسيب أو رقيب ... شعبٌ " فروج " يُلهونه بالفروج وتفاصيله .