17 تشرين الأول 2019 - 17 تشرين الأول 2020... سنة اولى ثورة.
فماذا يُمكن ان يُقال في هذه المناسبة؟
السؤال الأول الذي يتبادر إلى الذهن هو: أين الثورة اليوم؟ وماذا حققت؟
في حسابات الربح والخسارة، يمكن تسجيل ما يلي:
الثورة مازالت مستمرة... السلطة مازالت قائمة... ومعارضة السلطة مازالت موجودة... والنتيجة تعادل سلبي من دون أهداف...
الثورة مستمرة وإن بوتيرة متفاوتة، حينًا تتصاعد وحينًا تخفت، ولكن في المحصِّلة، لم تنجح الثورة في تحقيق شيء ملموس ... فالسلطة مستمرة ولو بشكل متعثِّر، ولكنها مستمرة .... اما المعارضة فما زال صوتها موجودًا وإن كان غير مسموع ...
في ذكرى مرور عام ، كانت لافتة تغريدة وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو الذي قال فيها : " منذ عام، بدأ اللبنانيون في النزول إلى الشارع للمطالبة بالإصلاحات، ووضع حد للفساد المستشري الذي خنق إمكانات لبنان الهائلة. تظل رسالتهم واضحة ولا يمكن إنكارها فالعمل كالمعتاد غير مقبول."
عام على الثورة، لكن الإنهيار يسابق الإصلاح والظاهر انه يتقدَّم عليه:
الإنتفاضة مستمرة لكنها لم تنتظم... السلطة مستمرة لكنها مشلولة... تصريف أعمال "وبالكاد"، فيما الحكومة الجديدة مازالت ما قبل التكليف...
كل هذا الوضع غير المثالي ، بالإضافة إلى تراكمات ما قبل 17 تشرين 2019، تجعل من الأوضاع الاقتصادية والمعيشية في وضع كارثي:
فالدولار من 1500 ليرة إلى ما فوق الـ 8000 ليرة.... أصناف من الأدوية مفقودة أو مقطوعة، محروقات شحيحة وكل شيء جاهز للتهريب: من الدواء إلى المحروقات إلى الدولار، في ظل عدم المعالجة...
وما فاقم من تدهور الأوضاع تفشي وباء كورونا... لبنان يواجِه هذه الجائحة منذ 21 شباط الفائت، نجح في المرحلة الاولى، استشهدت به صحيفة "واشنطن بوست" وكاد في إحدى المرات أن يحدد موعدًا لاعلان الإنتصار على الوباء، بعد ذلك تدهورت الأوضاع وعادت الإصابات ترتفع بشكلِ جنوني لتلامس الـ1500 إصابة في اليوم...
وجاء انفجار المرفأ ليُسرِّع في الإنهيار وصولًا إلى جهنم ... استقال الرئيس حسان دياب وبدأت رحلة التفتيش عن حكومة جديدة...
كرة النار احرقت بسرعة يدي الرئيس المعتذر مصطفى اديب ، فيتلقفها ، من دون تكليف الرئيس سعد الحريري، وهي مازالت في يده منذ ما قبل الخميس الفائت، موعد الإستشارات التي أرجئت، والخميس المقبل لناظره قريب...
وحتى ذلك التاريخ، يبدو ان محركات المساعي والجهود أديرت مجددًا خارجيًا في موازاة المساعي الداخلية... خط باريس - واشنطن عاد يعمل على رغم انهماك فرنسا بالعمل الإرهابي الذي استهدفها وصدم العالم ...
وعلى رغم انهماك الولايات المتحدة الأميركية بغليان الانتخابات الرئاسية على مسافة سبعة عشر يومًا من موعد الانتخابات...
حتى الساعة لا أسم مطروحًا غير اسم الرئيس سعد الحريري على رغم أن التيار الوطني الحر كرَّر موقفه اليوم الرافض لتسميته، فأعلن ان المجلس السياسي أجمع على عدم تسمية الرئيس الحريري لرئاسة الحكومة بإعتباره ليس صاحب إختصاص، ويتابع: إذا كانت حكومة إختصاصيين فيجب أن ينطبق هذا المعيار على رئيسها ووزرائها معًا.
اللافت في موقف التيار قوله: ان قرار رئيس الجمهورية بتأجيل الإستشارات أمرٌ يعود له، لكنه في مطلق الأحوال لن يُغيّر في موقف التيار.
اذا في مطلق الأحوال، الكلمة الفصل الخميس المقبل، وفي الإنتظار، ننتقل إلى الأرض إلى حيث يحيي الثوار الإنتفاضة.
التالي
مقدمة النشرة المسائية 1-4-2025