ليس كلامًا عابرًا أن يقول الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة يان كوبيش إن "الوضعين الاقتصادي والمالي إضافة الى النظام المصرفي، في حال من الفوضى، السلم الاجتماعي بدأ بالانهيار، الأحداث الأمنية باشرت الارتفاع، الهيكل اللبناني يهتزّ، أما القادة السياسيون فينتظرون بايدن. لكن، هذا لبنان، وليس الولايات المتحدة".
هذه ليست مجرد تغريدة، إنها أشبه بتوبيخ إلى السلطة التنفيذية في لبنان، مفادها: ماذا تنتظرون؟ هل يُعقل ان تنتظروا دخول بايدن إلى البيت الأبيض؟
العوامل الخارجية لأزمة تشكيل الحكومة، ضبطها ايضًا رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط الذي دخل في التسميات.
يقول جنبلاط: "القوة المركزية في لبنان، يعني إيران متمثّلة بحزب الله تنتظر إستلام الرئيس المنتخب الجديد جو بايدن لتفاوض إيران معه، على الملف اللبناني، الصواريخ، العراق، سوريا، اليمن... هم مرتاحون في وقتهم، وفي الأثناء، نرى كيف يستفيدون من الفراغ في لبنان".
وبين يان كوبيتش وجنبلاط، لماذا الإمعان في الإجتهاد؟
أيها اللبنانيون، لا خيار لكم سوى الإنتظار ثلاثة وعشرين يومًا، على الأقل، لتولَد حكومتكم، هذا إذا وُلِدَت، على عهد بايدن وليس على عهد ترامب: الدول والقوى تُحب تسديد الفواتير وتسليم الأوراق للآتي وليس للراحل، وهذه استراتيجية الدول التي تُمسِك بقرار غيرها من الدول، ولبنان، الحر السيد المستقل، هناك مَن يُمسِك بقراره، أما "مزحة" سيِّد نفسه، فلا يُعثَر عليها إلا في قصائد الشعر، ولكن فات البعض مقولة إن "أجمل الشعر أكذبه".
وفيما عدَّاد كورونا مازال محلِّقًا، واليوم تم تسجيل 1594 إصابة وخمس عشرة حالة وفاة، فإن التركيز هو على توفير اللقاحات، والموعد الأمول المضروب هو شهر شباط المقبل، وللمفارقة فإنه في ذلك الشهر تحل الذكرى السنوية الأولى لوصول الإصابة الأولى إلى لبنان...
في ملف التحقيق، القضية عالقة إلى حين البت بوضع المحقق العدلي القاضي فادي صوان، وفي الإنتظار الأيام والاسابيع والشهور تمر ولا أحد يسأل عن عدّاَد الزمن.