اسرائيل في حرب والهدنة التي يحاول المجتمع الدولي التوصل اليها بين الاسرائيليين والفصائل المقاتلة في قطاع غزة , فشلت حتى الساعة .
في الاسبوع الاول من المواجهات, رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو ومعه الجيش يؤكدان استمرار العملية , حتى ولو استغرقت وقتا , ويحددان الهدف :استعادة قوة الردع وتدمير انفاق المقاتلين وتأمين الهدوء على مدى بعيد .
ليس بالقليل ان تتحدث الدولة العبرية عن استعادة قوة الردع , وليس بالقليل ان تستمر الفصائل الفلسطينية باطلاق الصواريخ من قطاع غزة , صوب عمق المدن الاسرائيلية , في وتيرة اعلن الجيش الاسرائيلي انها لم تسجل من قبل .
استمرار العملية يعني عمليا تحقيق انتصار , هكذا اعتبر وزير الدفاع الاسرائيلي عصرا:
فماذا لو تواصلت العملية وبقيت الانفاق , واستمر اطلاق الصواريخ ؟
وماذا عن الارتباك الاسرائيلي في التعامل مع الضغوط الدولية لوقف العملية , بعد ارتفاع حصيلة شهدائها في القطاع الى مئة وثمانية وثمانين بينهم 55 طفلا ؟
وماذا عن دخول ايران على خط النار الاسرائيلية الفلسطينية عبر اتصال قائد فليق القدس بحركتي حماس والجهاد الاسلامي معلنا دعم طهران للفصائل في مواجهة جرائم اسرائيل ؟
وهل ما يحكى عن صمود الفصائل الفلسطينية في القطاع سيغير المعادلة في الداخل الفلسطيني ويؤدي الى تحقيق انجازات استراتيجية ترفضها اسرائيل وتعمل على اسقاطها كما اعلن وزير الدفاع اليوم ؟
على وقع الميدان الملتهب , والمفاوضات السرية , انعقد مجلس الامن عصرا , وحض الامين العام للامم المتحدة على وقف فوري لاعمال العنف ,منبها الى ان القتال يمكن ان ينزلق صوب ازمة اقليمية لا يمكن احتواؤها .
هذا في وقت افاد ديبلوماسيون ان مفاوضات دقيقة تشهدها اروقة الامم المتحدة لاصدار بيان من مجلس الامن يطالب بوقف العملية , ترفضه واشنطن حتى الان , ما دفع بوزير الخارجية الصيني , الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية لمجلس الأمن , الى القول : "بكل أسف، فقط بسبب عرقلة دولة واحدة، لم يتمكن مجلس الأمن من التحدث بصوت واحد".
في المحصلة, الاراضي المحتلة ومعها الاقليم على حافة الهاوية, والتهدئة تفترض تسوية , شروطها غير المعلنة قاسية , تبدأ من وقف الاخلاءات الاستيطانية في حي الجراح , لتصل الى منع تهويد القدس الشرقية ...