كيف يمكن قراءة تداعيات ما بعد جلسة حكومة تصريف الاعمال في ظل الفراغ الرئاسي ؟
اهم التداعيات , مرتبط بالانتخابات الرئاسية , التي ستشهد جولتَها التاسعة غدا .
في القراءة الرئاسية , يُعتبر سليمان فرنجيه , مرشح ثنائي امل حزب الله غير المعلن رسميا الى سدة الرئاسة الاولى/ اكبر الخاسرين .
فموقف التيار الوطني الحر الرافض لترشيحه اصلا ازداد تصلبا , والتيار ليس في وارد قبول معادلة "فلان رئيس" او لا رئيس/ حتى لو حاول حزبُ الله فرضها .
وعلى هذا الاساس, يعتبر التيار انه قطع الطريق على مطالبة الحزب بوصول فرنجية , ويُفترض ان يتصرف نوابُه في ساحة النجمة غدا .
المكتب السياسي للتيار الوطني الحر الذي التأم عصرا , لم يَصدر ايُ بيان عنه وهو لم يتخذ بعد قرارا نهائيا في موضوع التصويت في جلسة الغد.
نوابُه سيحضرن الجلسة, ولكن سيمتنعون ومعهم نواب تكتل لبنان القوي عن التصويت بورقة بيضاء ؟ واذا فعلوا لمن سيمنحون اصواتهم ؟
طبعا لن تذهب اصواتُهم الى ميشال معوض , فهل سنسمع باسم مرشح جديد يُدخله التيار الى حلبة المرشحين الرئاسيين حتى لو لم يفز,/ ام نسمع شعارات جديدة تُوجِهُ رسائلَ سيما الى حزب الله , ولكنها تُحتسب بعلم السياسة وليس بعلم الارقام ؟
هذه اولى القراءات , اما القراءة الثانية فمرتبطة بشل العمل التشريعي .
حتى الساعة , لم يعلن التيار مقاطعة التشريع, والاصطفاف الى جانب معارضيه اي القوات اللبنانية والكتائب والنواب التغييريين الاثني عشر, وهو يترك هذه الورقة طي الكتمان.
اما القراءة الثالثة , فمرتبطة بعلاقة التيار الوطني الحر بحزب الله .
الحزب يعتمد سياسة الاستيعاب, والصمت والصبر والهدوء , وصولا حتى الى تفهم موجة الغضب " العونية ", وهو ينتظر مرور هذه الموجة لتعود الامور الى الهدوء , و النقاش البناء .
اما التيار الوطني الحر , فيؤكد ان تشغيل القنوات بين حارة حريك وميرنا الشالوحي لن ينسحب على ما حصل هذه المرة , وعلى ما اسماه التيار اعدام الدستور .
هذه القراءات ان دلت على شيء , فهي تدل على استمرار الدوران في حلقة مفرغة تتزامن مع تآكل الدولة التي تكاد تتلاشى , فيما العالم من حولنا يشهد تغيرات استراتيجية لعل ابرزَها قمة الرياض الخليجية الصينية للتعاون والتنمية، وقمة الرياض العربية الصينية للتعاون والتنمية, والتي سيحضرها اكثر من اربعة عشر رئيس دولة عربية .
القمتان تأتيان في لحظة حساسة تسود العلاقات السعودية الاميركية, وتشكل علامةً فارقة في العلاقات بين الدول العربية والصين.