مقدمة النشرة المسائية 13 1 2025

3^min

الثانية ثابتة ، لا الثالثة ، بعد الأولى منذ خمسة أيام...

ما حصل اليوم يثبت أن ما كان يُعرف بالثوابت والخطوط الحمر ، لم يعد موجودًا . جدران من المفاهيم البائدة إنهارت اليوم، وجدران أخرى على الطريق، وما حصل في إنتخاب الرئيس وفي تكليف رئيس الحكومة، سيحصل في التأليف تحت عنوان : إنسوا المحاصصة، وهاتوا أفضل مَن لديكم. والأفضل موجود وبكثرة ولدى الجميع .

نواف سلام رئيسًا مكلفاً تشكيل الحكومة بأصوات أربعة وثمانين نائبًا ، ليس بينهم نائب شيعي واحد ... هي المرة الاولى ، قبل الطائف وبعده ، يُسمَّى رئيس حكومة من دون صوتٍ شيعي....
هنا يقفز مصطلح " الميثاقية" ، فإذا كانت تعني التوازن بين المسيحيين والمسلمين، فهي متوافرة لأن الأربعة والثمانين نائبًا الذين سموا نواف سلام، بينهم مسيحيون ومسلمون.. فهل المطلوب " ميثاقية " داخل كل طائفة؟

ما يجدر التوقف عنده أن النائب محمد رعد، رئيسَ كتلة الوفاء للمقاومة، لم يتحدث عن ميثاقية التسمية أو التكليف، بل تحدث عن " حكومة ميثاقية" بقوله : " من حقنا أن نطالب بحكومة ميثاقية " ، فهل هذا يعني أنه نقل المعركة من التكليف إلى التأليف؟.. هذا ما سيظهر في استشارات التأليف التي سيباشرها الرئيس المكلف، بعد عودته، وبعد بدء استشارات التأليف التي هي غير ملزمة، كاستشارات التكليف.

العمل يجري بوتيرة سريعة ، وعنوانه: مفاجآت وصدمات.

وأكبر دليل على ذلك: نواف سلام غادر أمس إلى لاهاي ليلتحق بالمحكمة الدولية، ليعود غدًا ويدخل إلى السرايا الحكومية.

ليست المسألة مسألة رياح التغيير بل عاصفة ُ التغيير:

جوزيف عون في قصر بعبدا ، مَن كان يقول؟ نواف سلام في السرايا ؟ مَن كان يقول؟ كل ذلك في خمسة ايام ، مَن كان يقول؟ في ما مضى كان تسجيل سيارة أو إنجاز معاملة يحتاج خمسة ايام...

اليوم انتخاب رئيس وتسمية رئيس حكومة في خمسة ايام ! إنه تسونامي التغيير الذي على الشعب أن يواكبه، لا بالحسابات الصغيرة في الربح والخسارة ، بل في انطلاق مشروع ٍ تأخر انطلاقه او تعثر انطلاقه منذ ستة وثلاثين عامًا، أي منذ توقيع اتفاق الطائف.