في تمام السادسة والدقيقة الواحدة والعشرين من مثل هذا اليوم ,العام الفائت,فعلتها اسرائيل,واسقطت الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله شهيدا,في قلب ضاحية بيروت.
لم يكن الاغتيالُ الكبير,اغتيالَ رجل حوَّل حزب الله من مجموعة عناصر مقاتلة ضد الاحتلال,الى قوة سياسية وعسكرية مؤثرة داخل لبنان وخارجه, ولم يكن هذا الاغتيال مجرد ضربة لرمزية مشروع المقاومة, اوحتى لقدرتها على المواجهة.
كان اكثر من ذلك بكثير ...
فمحليا ,لحظة ُ الاستشهاد حولت حزب الله من موقع الهجوم والقوة ,الى موقع الدفاع:
هذه المرة ليس عن فلسطين او لبنان,انما عن بقائه هو, في ظل الانقسام الكبير من حوله داخليًا.
اما اقليميًا، هذه اللحظة فتحت لاسرائيل فجوة اتاحت لها اعادة رسم ميزان القوى في المنطقة, من سوريا الى ايران.
تطول لائحة ما يمكن ان يقال عن السيد واستشهاده, وعن حرب اسرائيل المفتوحة , ولكن بعد سنة على الاغتيال الكبير ,سؤال يجب ان تطرحه بيئة المقاومة اولا ,وكل اللبنانيين معها:
من سيُحسن ادارة مواجهة اسرائيل اليوم, بعدما ادارها السيد على مدى ثلاثة وثلاثين عاما؟
مواجهة معالمها واضحة.
اسرائيل موحدة تدعو الى مفاوضات مباشرة مع لبنان, تخلُص باتفاق امني كالذي تفاوض عليه سوريا.
طريقه,إما حرب قاضية تشنها هي, وإما حروب داخلية في لبنان تغذيها هي.
يواجهها لبنان مشرذماً, بين حزب الله المصر على مواصلة الانتحار, وقد قال امينه العام منذ قليل:لن نسمح بنزع السلاح وسنواجهه مواجهة كربلائية, وبين من يريد له في الداخل,الانتحار.
وبين الاثنين, وحدها الدولة الواحدة القوية العادلة , بجيشها الواحد, ومؤسساتها الدستورية, تحمي السيادة وتصون الكرامة ,مثلما قال رئيس الجمهورية جوزاف عون اليوم.
فهل سيسمع حزب الله ومعه من يريدون له الانتحار, نداء بعبدا؟
ام سنترك اسرائيل المتفوقة بوحدتها اولا, ودعمِها الدولي ثاثيا, وقدراتها العسكرية والتقنية الهائلة ثالثا ,تغتال لبنان كله, فيكون السيد نصر الله استشهد مرتين ؟