مراقبة التطورات في المنطقة, تظهر بوضوح تصاعد الاشتباك الديبلوماسي الاسرائيلي التركي.
منذ حرب طوفان الاقصى, ثبتت اسرائيل نفسها الدولة الاقوى عسكريا وتكنولوجيا على مستوى الشرق الاوسط, وتحت حجة امنها, تحاول تكريس مناطق عازلة على حدودها,ستغير مستقبل حدود المنطقة.
تركيا,في المقابل, بدأت معركة تثبيت نفسها لاعباً اقليمياً لا يمكن تجاوزه.
تحاول توسيع نفوذها السياسي بهدوء, في انتظار لحظة التسويات الكبرى في المنطقة, فنراها تتحرك في سورياً منعا لقيام كيان كردي على حدودها,وتثبيتا لنفوذها في الشمال.
تتواصل مع حماس لبحث سبل دفع اتفاق النار مع اسرائيل الى مرحلته الثانية, والدخول عبره الى ميدان غزة ,ما ترفضه تل ابيب تماما.
في عز هذا الصراع, الذي لم تتدخل في تفاصيله على الاقل علنا واشنطن حتى اليوم, يدخل لبنان,الذي وقع اتفاقية ترسيم بحري مع قبرص اغضبت انقرة, وشكلت جزءا من الاتصال الهاتفي بين رئيسي جمهورية البلدين امس.
جزء على اهميته، لم يطغ على حديث اردوغان مع عون امس عن استعداد بلاده للمشاركة في الاليات الدولية الداعمة لامن لبنان, واشارتِه الى امكانات البلدين في مجالي التجارة والاستثمار .
فعن ماذا كان يتحدث اردوغان؟
وهل فعلا ستحاول انقرة تثبيت وجودها في اي قوات دولية قد تحل مكان قوات الامم المتحدة لدى انسحابها من لبنان، وهي لم تتمكن من تحقيق اي خرق في ملف غزة؟
وهل ستحاول اقناع لبنان فكَّ ارتباطه بقبرص واليونان, والالتحاقَ بخط انابيب الغاز المحدود الذي تمتلكه وتنوي توسعته؟
كل هذه الاسئلة, تزيد من واقع لبنان السياسي تعقيداً,وهو ينتظر تبلور مباحثات ترامب نتياهو في التاسع والعشرين من الشهر الحالي , فيما اللبنانيون اليوم, في عالم آخر،
عالم ميلاد السيد المسيح,الذي يعلمنا معنى السلام .
فكل ميلاد ولبنان واهلُه بخير.