وفي اليوم السابع على مغادرة الرئيس سعد الحريري الى السعودية، قُطِع الشك باليقين، وتأكَّد ما كان مشكوكًا فيه... لبنان يعلن ان الحريري محتجزٌ في السعودية.
جاء هذا الإعلان على لسان مسؤول كبير في الحكومة اللبنانية لوكالة "رويترز"، يقول: "إن لبنان يعتقد أن السعودية تحتجز الرئيس الحريري"...
الخبر ورد عند الحادية عشرة من قبل ظهر اليوم، بتوقيت بيروت، أي منذ تسع ساعات تقريبًا، وعلى الرغم من ذلك فإن أي تعليق لم يصدر عن السلطات السعودية حيال هذا الإتهام.
كل ما صدر عن المملكة مؤشران:
الاول تغريدة جديدة لثامر السبهان يقول فيها: " كل الاجراءآت المتخذة تباعا وفي تصاعد مستمر ومتشدد حتى تعود الامور الى نصابها الطبيعي"، السبهان لم يذكر لبنان في تغريدته، وكأن المطلوب ان يفهم مَن يقرأ التغريدة أنها تعني لبنان.
أما المؤشر الثاني فهو ان السعودية نصحت رعاياها بعدم زيارة لبنان.
النصيحة جاءت على لسان متحدث في الخارجية جاء فيه: "بالنظر إلى الأوضاع في الجمهورية اللبنانية، فإن المملكة تطلب من رعاياها الزائرين والمقيمين في لبنان مغادرته في أقرب فرصة ممكنة، كما تنصح المواطنين بعدم السفر إلى لبنان من أي وجهة دولية".
ومن زلزال سعد إلى عاصفة بهاء... تمَّ التداول بأن بهاء الحريري موجود في الرياض، وقد تُطلَب مبايعته...
هذا التداول أشعل المواقف السياسية في لبنان، وكان اعنفها موقف الوزير نهاد المشنوق الذي رأى من دار الفتوى أن مَن يطرح بهاء الحريري رئيسًا للحكومة يجهل طبيعة السياسة في لبنان، وصعَّد المشنوق قائلًا "لسنا قطيع غنم تنتقل ملكيته من شخص إلى شخص آخر، ولسنا قطعة أرض" ...
وما لم يقله الوزير المشنوق, قاله الوزير جبران باسيل الذي أعلن أن "رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة يمثلاننا, ونحن من اختار من يمثلنا ونحن من يقرر ازاحتهم ام لا".
في المحصِّلة، لبنان خرج على صمته، والمملكة خرجت على صمتها... لبنان في أزمة حكومية قد تتحوَّل إلى أزمة أكبر من الحكومة...
اليوم الخميس، كان يُفترض ان تُعقد جلسة لمجلس الوزراء، ولكن في غياب رئيس الحكومة، الجلسة لا تنعقد لأنه هو الذي يدعو إليها، هذا إذا سلَّمنا ان استقالته تمت بالإكراه...
رئيس الجمهورية يستكمل مروحة اتصالاته، ولكن ماذا بعد انتهاء هذه المشاورات؟ ما هي الخطوة التالية؟ هل من حركة في اتجاه الجامعة العربية او الأمم المتحدة؟
لا أجوبة شافية، لكن المرحلة الحالية مفتوحة على كل الإحتمالات...
وفي سياق منفصل أعلن الرئيس الفرنسي الذي يزور الامارات أنه يتوجه هذا المساء الى الرياض في زيارةِ ساعتين يلتقي في خلالها الامير محمد بن سلمان ويبحث معه في ضرورة العمل مع المملكة على الحفاظ على الاستقرار في المنطقة ومحاربة الارهاب, كذلك سيذكِّر بأهمية الحفاظ على سيادة لبنان.
ومن زلزال لبنان إلى تسونامي السعودية... الكتلة المالية للفساد تُقدَّر بثمانمئة مليار دولار، فيما الاستدعاءات توسعت لتتجاوز مئتي شخص للاستجواب... البداية من الإعلان عن ان الحريري محتجز .
التالي
غسان حاصباني لـ"الشرق الأوسط": يجب تطوير سوق الصرف بعد فشل "صيرفة" في تحقيق الاستقرار