اعتبر البطريرك الكردينال مار بشاره بطرس الرَّاعي أن في الحياد خير لبنان وازدهاره ، واليوم بلدنا مريض بفقدان هويّته، ومن الواجب ان تعاد اليه عافيته، خصوصا وأنه دولة هويّتها الحياد الإيجابيّ الناشط، ومساندة لا مواجهة كما جاء في أعمال وضع ميثاق جامعة الدول العربيّة (1945)، بناءً على إعلان حكومة الإستقلال "التزام لبنان الحياد بين الشرق والغرب".
ولفت الى تقدير الخطوة الأوّليّةِ الواعدةِ التي اتّخذها رئيسُ الجمهوريّةِ ورئيسُ الحكومة ووزيرُ الداخليّة بتحديدِ موعدِ الانتخابات النيابيّة والتوقيع على مرسومِ إجْرائها، معوّلا على أن تُركّزَ السلطةُ اهتمامَها في الأشهرِ المقبلةِ على التحضيرِ الجِدّيِ لها وخلقِ الأجواءِ السياسيّةِ والأمنيّةِ لحصولِها مع الانتخاباتِ الرئاسيّة في تشرين المقبل. وشدّد على ضرورةِ حصولِ هذه الانتخابات بإشرافِ مراقِبين دوليّين.
ورأى الراعي أنه اذا سلُمت النوايا وتغلّب الإخلاص للبنان وشعبه، تكون الفترة الباقية كافية لإحياِء العملِ الحكوميِّ، ولإنهاءِ المفاوضاتِ مع المؤسّساتِ الماليّةِ الدولية، ولضبطِ الحدود، ولترميمِ العَلاقاتِ مع دولِ الخليجِ، ولتصويبِ موقعِ لبنان. فينتقلُ من الانحيازِ إلى الحِياد، ومن سياسةِ المحاورِ إلى سياسةِ التوازنِ. وهكذا يوفِّرُ لبنان المناخَ الملائم مستقبَلًا، لإطلاقِ حوارٍ وطنيٍّ برعايةِ الأممِ المتّحدةِ، بعد أن ظلّت الحواراتُ الداخليّةُ من دون تنفيذ، كما قال.