أكّد رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي خلال رعايته احتفال في اليوم العالمي للفرنكوفونية أن تاريخ لبنان مع اللغة الفرنسية لم يرتق فقط إلى الخمسين سنة الماضية، فمنذ القرن السابع عشر، استقر الفرنسيون في أرض الأرز، لتصبح اللغة الفرنسية عشية الاستقلال لغة التعليم الثانية وتشكل بعدا أساسيا للهوية الثقافية اللبنانية.
واعتبر أن الذكرى الخمسين التي نحتفل بها تعيدنا إلى النصف الثاني من القرن الماضي، الذي شهد ولادة حركة ثقافية واسعة تحمل شعلة الفرانكوفونية ، التي تشكل مساحة مفتوحة ومتعددة الاستخدامات تجمع بين الشعوب والبلدان التي تتشارك اللغة الفرنسية .
وقال: "منذ تأسيس المنظمة وحتى يومنا هذا، اعترفت الفرانكوفونية دائمًا بالدور الذي يلعبه لبنان داخل المنظمة وفي المنطقة. أدى التعاون والعلاقات المميزة بين البلدين إلى العديد من الإنجازات الرئيسية التي ظهرت على التوالي: افتتاح مكتب الوكالة الجامعية للفرانكوفونية (AUF) للشرق الأوسط في عام 1993 ، وعقد القمة التاسعة للفرانكوفونية في 2002 ، تنظيم دورة الألعاب الفرانكوفونية السادسة في عام 2009 وأخيراً افتتاح ممثل المنظمة الدولية للفرانكوفونية للشرق الأوسط في عام 2022".
وشدّد على قيم الديمقراطية والتنوع الثقافي واحترام الآخر، التي تجسدها اللغة الفرنسية والفرانكوفونية ، يجب أن تشجعنا على حوار حقيقي يشكل السبيل الوحيد للخروج من أزماتنا وتعافي بلادنا.
ممثل المنظمة الفرنكوفونية
بدوره قال ممثل المنظمة الفرنكوفونية للشرق الاوسط ليفان اميرجيان: "يجسد لبنان بشكل رائع هذا التنوع اللغوي والثقافي ، وهذه هي هوية لبنان ، وتفرده في المنطقة. يجب أن يظل هذا التنوع قوته، ويحب العمل بسرعة على التوصل الى الحل الذي يضمن له الاستقرار المؤسسي والسياسي والاقتصادي".
وزير الاعلام
أمّا وزير الاعلام في حكومة تصريف الاعمال فأشار الى أن المناسبة تكتسب هذا العام أهمية خاصة حيث تتزامن مع إعلان بيروت "عاصمة الإعلام العربي لعام 2022ومع ذلك ، فإن الاعلام في لبنان له أيضًا ابعاد فرنسية.
وأمل أن تجعل رغبة وزارة الإعلام في جعل إعادة تنظيم هياكلها وبرامجها باللغة الفرنسية إحدى أولوياتها، بالتعاون مع السلطات الفرنسية و اللبنانية، مما يجعل من الممكن رد الدور لتيلي لبنان و إذاعة لبنان الذي لعبته في ذروة البث باللغة الفرنسية.
وزير الثقافة
بدوره اعتبر وزير الثقافة محمد مرتضى في كلمته أنه على الرغم من جميع الأزمات التي نعبر فيها لا يزالُ لبنان يحيا فضاءً ثقافيًّا منفتِحًا متميّزاً جداً بسبب ما يختزنُه تراثُه وشعبُه من غنًى وحرية، قائلاً: "التاريخ قديمُه والحديثُ يشهدُ على إسهاماتِ اللبنانيين حيثما نزلوا، في جميع ميادين المعرفة الإنسانية، بَدْءًا من اختراعهم الأبجدية ونقلِها إلى المقلبِ الآخرِ من حوض البحر الأبيض المتوسط، وصولًا إلى آخر إنجازٍ يحققونه اليوم في الفنون والعلوم وسواها."