عودة: إعادة تكوين السلطات الدستورية وبناء المؤسسات هما المدخل الضروري لأي عملية إنقاذية

أكد متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الارثوذكس المطران الياس عودة أن إعادة تكوين السلطات الدستورية وبناء المؤسسات هما المدخل الضروري لأية عملية إنقاذية. 

وسأل عودة في عظة القداس الإلهي في كاتدرائية القديس جاورجيوس: "كيف تصل سفينة إلى الميناء الأمين في غياب ربان؟ وكيف تدار دولة بلا رئيس؟ الكل يدعي تسهيل العملية الإنتخابية وينادي بضرورة إتمامها فمن يعرقل إذا؟ وإذا كان جميع النواب مقتنعين بذلك فلم لا يذهبون إلى المجلس النيابي وينتخبون رئيسا بحسب مقتضى الدستور، دون شروط وشروط مقابلة، ودون تفسير لمواد الدستور أو تأويل بحسب المصالح". 

وأكد على أننا "لسنا بحاجة إلى أعراف جديدة"، داعيا لتطبيق الدستور ولمنع أي أحد من العبث بمصير البلد ومن الغاء دوره وتقوض أساسات ديمقراطيته. 

واشار الى أن المطلوب ليس شعارات بل إرادة عمل وصفاء نية، لافتا الى أن "من يدعي عقما في الدستور يشكو من عقم في التفكير لأن لبنان شهد في ظل هذا الدستور فترات ازدهار وتألق قادها رجالات دولة كبار". وقال: "احترموا دستور بلدهم وطبقوا أحكامه".

واضاف: "هنا لا بد من التذكير أن انتخاب رئيس للبلاد ليس حاجة مسيحية بل وطنية"، مشددا على أن الرئيس ليس رئيس المسيحيين بل رئيس البلاد، وعلى أن من واجب كافة الكتل النيابية المشاركة في انتخابه.

وتابع: "نسأل الرحمة لنفوس الضحايا الذين سقطوا في موسكو نتيجة الإرهاب، كما نسأل الرحمة لكل ضحايا الحروب والجرائم اللاإنسانية".

واعتبر أن التعدي على الحياة هو تعد على مشيئة الله الذي خلق الإنسان على صورته ومثاله، لكي يحيا بسلام مع أخيه الإنسان ووئام وانسجام مع الطبيعة. وكل تعد على الإنسان أو على الطبيعة مرفوض ومدان".

وتوجه عودة الى دولة اليونان، الممثلة بسعادة السفيرة اليونانية إلى لبنان السيدة ذسبينا، بمناسبة العيد الوطني، طالبا إلى الرب أن يحفظ اليونان وكنيستها في استقامة الرأي، وأن يحميها من هجمات الشرير.

وقال: "نتمنى أن نجتاز الإنهيار الإقتصادي الذي أصاب لبنان منذ سنوات، وقد مرت بمثله اليونان لكنها تخطته بسرعة بسبب إرادة حكامها على ابتكار الحلول المناسبة، ودعم الشعب الذي تحمل التقشف لمدة قصيرة فتجاوز مع حكامه الأزمة، فيما نحن ما زلنا نرزح تحت وطأة انهيار سياسي واقتصادي وأخلاقي بسبب انعدام إرادة الإصلاح، والتلكؤ في انتخاب رئيس للبلاد يقود مع حكومته مسيرة الإنقاذ".