وزير الزراعة: نحو تعاون إقليمي أوسع وزراعة إيكولوجية مستدامة في لبنان

إستقبل وزير الزراعة الدكتور نزار هاني في مكتبه شخصيات رسمية ووفود دولية ومحلية، في إطار سعيه لتعزيز الشراكات الزراعية وتطوير القطاع الغذائي، وتم البحث في ملفات استراتيجية تتعلق بالتنمية الزراعية المستدامة وتمكين القطاع الإنتاجي وتعزيز التعاون الثنائي والإقليمي.

واستقبل هاني سفير اليابان ماكوشي ماسايوكي، وتسلم منه دعوة للمشاركة في معرض "Expo 2027" الذي سيعقد في اليابان. وتناول اللقاء المشاريع التي تمولها اليابان في لبنان ومناقشة سبل تعزيز التبادل الزراعي بين البلدين، لا سيما تصدير النبيذ والفواكه والخضار اللبنانية إلى اليابان.

وأشار السفير الياباني إلى "خفض الرسوم الجمركية على بعض الصادرات اللبنانية، ما يشكل فرصة لتعزيز التبادل التجاري الزراعي".

واستقبل الوزير هاني سفير سلطنة عمان الدكتور أحمد محمد السعيدي مهنئًا بتوليه منصبه الوزاري. وتم مناقشة سبل التعاون في مجالات الثروة السمكية وإنتاج المحاصيل والتدريب الفني. كما تم الاتفاق على إعداد مذكرة تفاهم بين وزارتي الزراعة في كلا البلدين، تشمل تبادل الخبرات والتقنيات وتنفيذ مشاريع مشتركة والترويج لفرص استثمارية في القطاع الزراعي والغذائي. كذلك تم التطرق إلى المؤتمر الزراعي الوطني الذي تنظمه وزارة الزراعة في 21 أيار 2025 والذي يشكل منصة جامعة للخبرات الزراعية من لبنان والمنطقة والعالم.

وفي اجتماع موسع، تم تقديم مشروع "أراضينا" الممول من الوكالة الفرنسية للتنمية "AFD" والمنفذ بالتعاون مع المعهد الزراعي المتوسطي - CIHEAM Montpellier، الحركة العالمية لمكافحة الجوع - Action Against Hunger و Fair Trade Lebanon، بالشراكة مع وزارة الزراعة اللبنانية.

ويرتكز المشروع على تطوير نموذج متكامل للزراعة الإيكولوجية في لبنان من خلال ثلاث مستويات:
- محليًا: دعم نحو 2500 مزارع ومزارعة لتحسين الممارسات الزراعية وجودة الإنتاج.
- مناطقيًا: تمكين 100 مؤسسة صغيرة و45 تعاونية زراعية من تسويق منتجاتها وتعزيز سلاسل القيمة.
- وطنيًا: تطوير السياسات الزراعية الخاصة بالزراعة الإيكولوجية وتحسين أنظمة تتبع الجودة وإطلاق برامج تدريب وتوعية بالتعاون مع الجامعات.

وأكد هاني أن "المشروع يشكل نقلة نوعية نحو زراعة مستدامة وعادلة"، مشددا على "أهمية تمكين المزارعين بالتقنيات والموارد".

والتقى هاني أمين سر تعاونية صيادي الأسماك في المتن الشمالي والكرنتينا وتم عرض لواقع القطاع والتحديات الإدارية والتنظيمية التي تواجه نحو 500 صياد لبناني.

وأكد استعداده الكامل لتقديم الدعم، "انطلاقًا من أهمية هذا القطاع في الأمن الغذائي البحري".

وفي سياق متصل، استقبل الوزير وفدًا من نقابة مربي الدواجن برئاسة وليم بطرس، وتم مناقشة التحديات التي يواجهها القطاع، وأبرزها، كلفة الإنتاج، المنافسة والاستيراد غير المنظم.

وأكد "أهمية هذا القطاع في تلبية حاجات السوق اللبناني مع إمكانيات تصديرية واعدة"، مشددًا على "دعم الوزارة من خلال الحوافز وتنظيم الأسواق وتعزيز برامج الصحة الحيوانية".

وتأتي هذه اللقاءات ضمن رؤية الوزارة لتكريس سياسات زراعية حديثة ومستدامة، تقوم على الشراكة الفاعلة مع الجهات الوطنية والدولية، وتهدف إلى تمكين العاملين في القطاع وتعزيز صمودهم في مواجهة التحديات.

وأكد وزير الزراعة "استمرار الوزارة في فتح قنوات التعاون مع الدول الشقيقة والمنظمات الدولية لجذب الاستثمارات وتحديث البنية التحتية الزراعية، بما يعزز الإنتاج الوطني ويوفر فرص عمل في المناطق الريفية ويرسخ الأمن الغذائي"، مشددًا على "ضرورة مواكبة التحولات المناخية والتكنولوجية وتفعيل دور التعاونيات والنقابات والمزارعين الصغار، باعتبارهم ركيزة أساسية لأي نهوض زراعي حقيقي".