عون والسوداني يؤكدان من بغداد على دعم الاستقرار في لبنان وتعزيز التعاون العربي المشترك

2^min

في مؤتمرٍ صحافي مشترك عُقد في بغداد، جمع رئيس الجمهورية اللبنانية جوزاف عون ورئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، شدّد الطرفان على متانة العلاقة التاريخية بين لبنان والعراق، وعلى أهمية تفعيل التعاون الثنائي في إطار مصلحة عربية مشتركة، تُراعي السيادة الوطنية وتعزز التكامل الإقليمي.

رئيس الوزراء العراقي أكّد دعم بلاده الثابت للبنان، وقال: "نقف باستمرار مع الشعب اللبناني في مختلف المجالات، وندعم تماسك لبنان واستقراره ومؤسساته الرسمية"، مجدداً التزام العراق بدعم تنفيذ القرار الأممي 1701 كاملاً، لما له من دور في ترسيخ السلم والاستقرار في لبنان والمنطقة.

من جانبه، افتتح الرئيس عون كلمته بتحية إلى رئيس الوزراء العراقي، مشيداً بعمق الروابط التاريخية بين "بلاد ما بين النهرين وبلاد الأرز"، مشيراً إلى "الوشائج التي تجمعنا منذ آلاف السنين، من حمورابي إلى مدرسة الحقوق الأولى في بيروت"، ومؤكداً أن همّه الأوّل هو حقوق الناس وانتظام حياتهم.

عون لفت إلى ضرورة معالجة مسألة الهوية الوطنية داخل الدولة، مستلهماً في رؤيته ما قاله المرجع الديني الأعلى السيد علي السيستاني في تشرين الثاني الماضي، حين دعا إلى الاستفادة من التجارب السابقة وإعداد خطط علمية وعملية لإدارة البلد، على أساس الكفاءة والنزاهة، ومنع التدخلات الخارجية، وحصر السلاح بيد الدولة، وتفعيل سلطة القانون، ومكافحة الفساد على كافة المستويات.

وتابع رئيس الجمهورية قائلاً: "أما كيف نكون دولاً وطنية سيدة ضمن تعاون عربي عصري، فهذا يتطلب قيام نظام مصلحة عربية مشتركة، يقوم على تبادل وتنمية المصالح بين بلداننا، ويتطور تدريجياً إلى سوق عربية مشتركة تنظم انتقال الأشخاص والسلع والخدمات"، مذكّراً بأن ذلك قد يبدأ بين بلدين ثم يتوسع كما حصل في تجارب العالم المعاصر.

وفي ختام كلمته، عبّر الرئيس عون عن امتنانه للعراق، قائلاً: "إن طموحَنا للغدِ لا يُعفينا من واجب الشكر على كل ما قدمتموه للبنان. ولن أعدّد المساعدات كي لا أطيل، لكن يكفي أن كل لبناني بات يؤمن عند كل أزمة بأنّ 'الترياق من العراق' ليس قولاً مأثوراً، بل حقيقة ثابتة".