تخضع مدينة روتردام الساحلية الهولندية لتجربة العيش على سطوح المباني بالاعتماد على بستان زراعي ومياه الأمطار في قرية معلقة في أعلى العمارات، وذلك لمواجهة ندرة المساحات الحضرية وتبعات التغير المناخي.
وبادرت إحدى الجمعيات في المدينة إلى بناء جسر موقت للمشاة يربط لمدة شهر عدداً من المباني في وسط المدينة، بحيث يتيح للزوار الاطلاع على أفكار لكيفية استخدام السطوح في هولندا، باعتبارها من أكثر البلدان ذات كثافة سكانية في العالم.
وتهدف هذه المبادرة إلى إقناع الهولنديين بأن اعتماد المدينة في تطورها على مفهوم "الطبقات" يحقق لها منافع كثيرة.
وقال مدير جمعية "داكينداخن"، ليون فان خيست، لوكالة فرانس برس: "إن المدن لا تدرك ما توفره من إمكانات هذه المساحة غير المستخدمة القائمة فوق المدينة".
وأشار إلى أن نسبة "السطوح المسطّحة المستخدمة" ضئيلة حتى في روتردام، التي تُعتبر رائدة في هذا المجال مقارنة ببقية المناطق الهولندية والمعروفة بأفكارها المعمارية الجريئة، إذ "بالكاد تبلغ 3 في المئة" في هذه المدينة، بينما تقتصر على 1,8 في المئة في هولندا.
وسعياً إلى التشجيع على الإستفادة من قمم المباني، تتيح الجولة على جسر السطوح هذا ومدتها 40 دقيقة، الاطلاع على استخداماتها، من توربينات رياح وألواح شمسية وأعمال فنية ومهابط للطائرات المسيّرة، وكذلك على أمثلة من البساتين الزراعية المقامة عليها.
وبين المعروضات أيضاً نموذج لمشروع تجريبي لـ"قرية على السطح"، ينتظر الشروع في تنفيذه موافقة السلطات البلدية. وستكون هذه القرية مؤلفة من منازل صغيرة مبنية بمواد مستدامة، وستحوي مساحات زراعية.
وأوضح مدير مركز روتردام للبيئة إميل فان رينسوم، وهو أحد مؤسسي المبادرة، أن من فوائد استخدام سطوح المباني تخزين المياه في المدن، نظراً إلى أن التغير المناخي جعل هطول الأمطار أمراً متقلباً ولا يمكن توقعه.