أُخبر أب بريطاني لثلاثة أطفال مصاب بسرطان الدم أن أمامه ثلاثة أسابيع ليعيشها، لذلك بدأ التخطيط لجنازته، وكان ذلك منذ أكثر من عام.
وفي التفاصيل، كان دينيس بلاكمان، 62 عامًا، يعتقد أنه رجل يتمتع بصحة جيدة عندما بدأ بالخمسينيات من عمره، كان يذهب إلى صالة الألعاب الرياضية كثيرًا ويحب لعب الرغبي مع أبنائه، وفق ما نقل موقع
ذا نيويورك بوست.
وكان ذلك حتى تعرض مساح المباني لسكتة دماغية في عام 2015 عندما كان عمره 54 عامًا.
واستمرت صحته في التدهور على مر السنين. خضع لعملية استبدال مفصل الورك في عمر 58 عامًا وبدأ يعاني من الإرهاق الشديد وبرودة اليدين وضعف العضلات.
ومع تفاقم أعراضه في أوائل عام 2022، اقترحت زوجته سالي (62 عامًا)، وهي مديرة معرض أرضيات سابقة، عليه زيارة الطبيب.
وأمضى بلاكمان ستة أسابيع في مستشفى الملكة إليزابيث في لندن لإجراء اختبارات الدم وعمليات نقل الدم قبل تحديد موعد لإجراء خزعة نخاع العظم.
وعلى الرغم من أنه كان لديه "فكرة" بأنه قد يكون مصابًا بالسرطان، إلا أن بلاكمان قال إنه لم يكن بإمكانه أبدًا إعداد نفسه للتشخيص المدمر في 31 آذار 2022.
وقال بلاكمان لـ PA Live: "لقد طرقت الباب، وفكرت: هذا أمر مشؤوم".
وأضاف: "جاء الاستشاري والممرضة المتخصصة وقالا: "لسوء الحظ، هذه أخبار سيئة، فأنت مصاب بابيضاض الدم النقوي الحاد (AML)، وليس هناك الكثير مما يمكننا القيام به في هذه المرحلة".
إشارة الى أن AML هو نوع نادر من سرطان الدم يوجد في نخاع العظام وعادةً ما يتطور بسرعة.
وتم منح بلاكمان ثلاثة أسابيع للعيش.
ويتذكر أن طبيبه قال له: "أمامك ثلاثة أسابيع لتعيشها، وأنصحك بالعودة إلى المنزل وإخبار زوجتك وعائلتك، والتأكد من أن كل شيء على ما يرام لأنه لم يتبق لك وقت طويل".
لم يكن رجل العائلة المحب يعرف كيف يتعامل مع الأخبار المفجعة، لكنه كان مصمماً على القتال.
كان في البداية أضعف من أن يبدأ العلاج الكيميائي، لكنه تمكن من الاستمرار خلال الأسابيع الثلاثة التالية وأمضى الأشهر الثلاثة التالية في المستشفى، من حزيران إلى تشرين الأول، لاستجماع قوته لبدء العلاجات المرهقة.
وبينما كان سعيدًا لأنه ظل على قيد الحياة لفترة أطول مما توقعه الأطباء، فقد انكسر قلبه لتفويت الاحتفالات العائلية، بما في ذلك حفلة عيد ميلاد حفيده وحفل زفاف ابنة زوجته.
وقال: "لقد مررنا بأيام مظلمة كثيرة، وفي كل مرة نظرت فيها إلى عيون أطفالي، كنت أنفجر بالبكاء... لقد كانت فترة عاطفية للغاية بالنسبة لنا جميعا".
يبدو أن كل شيء وصل إلى ذروته في كانون الثاني 2023 عندما قيل لبلاكمان إن العلاج الكيميائي "لم يعد يعطي نتيجة بعد الآن.
لقد كان مرهقًا وأراد ببساطة "الاستمتاع بكل يوم" بدلاً من متابعة أشكال العلاج الأكثر عدوانية.
وبدأ في التخطيط لجنازته الخاصة - وذهب إلى حد اختيار الترانيم التي سيتم تأديتها - لمنحه "القوة" وبعض السيطرة.
ولكن بعد مرور 17 شهرًا على تشخيصه الأولي و8 أشهر بعد توقف العلاج الكيميائي عن التفاعل، لا يزال بلاكمان على قيد الحياة ويستمتع بوقته مع عائلته.
قال بلاكمان: "كل يوم تذهب إلى السرير وتفكر: هل سأستيقظ غدًا؟ ثم تفكر كل صباح: هل سأموت اليوم؟".
"كان الأمر صعبًا للغاية في البداية، وحاولت أن أنعزل عن العالم. ولكن مع مرور الوقت، أدركت أنه لا يمكنك العيش هكذا إلى الأبد."
وأضاف: "أنت تحصل على حياة واحدة فقط، لذلك سأفعل كل ما بوسعي لمواصلة القتال".