ما هي السياحة المستدامة وأين تكمن أهميتها؟

يجلب السفر العديد من الفوائد المذهلة للمسافرين الأفراد وكذلك للمجتمعات المحلية. ولكنه قد يهدد أيضًا الحفاظ على طبيعة كوكبنا وثقافته وتاريخه.

ومع تزايد إمكانية السفر بسهولة، أصبحت الحاجة إلى السياحة المستدامة أكثر إلحاحا.

ما هي السياحة المستدامة؟

تُعرّف منظمة السياحة العالمية السياحة المستدامة بأنها السياحة التي تأخذ في الاعتبار الكامل آثارها الاقتصادية والاجتماعية والبيئية الحالية والمستقبلية، وتلبي احتياجات الزوار والصناعة والبيئة والمجتمعات المضيفة.

باختصار، تعترف السياحة المستدامة بأضرار صناعة السياحة، وتهدف إلى إنشاء نماذج للسياحة تحمي الناس والكوكب. إنه حل لمعالجة الآثار السلبية للسياحة.

لماذا تعتبر السياحة المستدامة مهمة؟
السياحة المستدامة مهمة لأنها تضمن أن فوائد السياحة تفوق سلبياتها، مما يجعل السياحة قوة إيجابية. من خلال النماذج المستدامة للسياحة، تتم حماية الأشخاص والثقافة والتراث واللغة والحياة البرية والموارد الطبيعية وبيئتنا وكل شيء آخر يجعل هذا الكوكب مميزًا.

السفر المستدام يعني الالتزام بالسفر بطريقة لها أقل سلبيات ممكنة. ومن خلال هذا النهج في السياحة، يمكننا تقليل آثار السياحة المفرطة، ودعم المجتمعات المحلية والسكان الأصليين، وحماية الموارد الطبيعية والحياة البرية، والمزيد.

وتساعد السياحة المستدامة كل سائح على أن يصبح مسافرًا أكثر مسؤولية، وتوفر فرصة لرد الجميل للمناطق والمجتمعات التي نزورها.

 5 أسباب لأهمية السياحة المستدامة

1- تخلق تجارب أفضل للجميع
من خلال السياحة المستدامة، سيحصل كل من المسافرين والسكان المحليين في الوجهات التي تمت زيارتها على تجربة أفضل.

وذلك لأن تركيز السفر المستدام ينصب على خلق تأثير إيجابي ومتجدد، مع تقليل الآثار الضارة للسفر.

ونتيجة لذلك، سيستفيد السكان المحليون بشكل ملموس من السياحة، وسيحصل الزوار على تجارب أكثر أصالة وذات مغزى في رحلاتهم.

2- السياحة المستدامة تقلل من السياحة الزائدة
السياحة المفرطة هي عندما يكون هناك عدد كبير جدًا من السياح في مكان واحد في وقت واحد. يمكن أن يكون لهذا الأمر آثارا ضارة على الأماكن، وكذلك الأشخاص الذين يزورونها.

على سبيل المثال، يمكن للحشود أن تقلل من نوعية الحياة لكل من السكان المحليين والسياح، كما يمكن للسياحة المفرطة أن تخلق اعتماداً اقتصادياً على السياحة.

ويؤدي الحد من السياحة المفرطة من خلال السياسات الحكومية والتسويق إلى تحقيق توازن أفضل، كما يشجع السياح على استكشاف مناطق خارج المناطق السياحية الشهيرة.

3- حماية البيئات الطبيعية ودعم الحفاظ عليها
عندما يرغب السائحون في زيارة منطقة طبيعية، هناك دوافع ووسائل لحماية تلك المنطقة. على سبيل المثال، يستفيد متنزه ألجونكوين الإقليمي من الأموال المكتسبة من خلال السياحة لدعم الحفاظ على المتنزه وحمايته وحياته البرية.

هذا وتحفز السياحة الحكومات والمنظمات على حد سواء على وضع سياسات تركز على البيئة، فضلاً عن تدابير المحافظة عليها. يمكن أن يشمل ذلك إنشاء منتزهات وطنية ومحميات طبيعية ومناطق محمية أخرى.

كذلك تشجع السياحة المستدامة الحفاظ على البيئة في جميع أنحاء العالم، أيضًا على معاملة أفضل للحيوانات والحياة البرية في صناعة السياحة.

 

4- السياحة المستدامة تدعم المجتمعات المحلية
واحدة من أعظم فوائد السياحة هي الاقتصادية. يمكن للمجتمعات الصغيرة والبلدان بأكملها أن تستفيد كثيرًا من الأموال التي تجلبها السياحة.

على سبيل المثال، من المتوقع أن يصل الناتج المحلي الإجمالي للبرتغال في عام 2023 إلى ما يقرب من 39.5 مليار يورو، وهو ما يمثل 17.4% من الاقتصاد بأكمله. تؤدي هذه المساهمة إلى فوائد أوسع للمجتمع والبلد.

ويمكن أن تساعد المكاسب الاقتصادية من السياحة في دعم البنية التحتية في المجتمع وفي جميع أنحاء البلاد، ودعم المزيد من الموارد للسكان المحليين، وبشكل عام تحسين نوعية حياة هؤلاء السكان المحليين.

5- تعزيز التعلم والتفاهم الثقافي
تهدف السياحة المستدامة إلى خلق علاقة إيجابية بين المجتمعات والأشخاص الذين يزورونها. وهذا يمكن أن يؤدي إلى طن من الفوائد العظيمة.

بالنسبة للسكان المحليين والسياح على حد سواء، فإن التفاعل من خلال السياحة يعزز التعلم. يتعرف كلاهما على ثقافات وممارسات وأعراف بعضهما البعض.

وهذا يخلق فهماً ثقافياً متبادلاً، ويمكن أن يساعد أيضاً في القضاء على التحيز الثقافي والتعصب العرقي، فضلاً عن الاستيلاء الثقافي الإشكالي.

ويمتد التعلم أيضا إلى المعرفة العملية! يمكن للمسافرين استخدام السياحة كفرصة لتعلم التاريخ والسياسة وديناميكيات العالم.

المصدر