"قوموا إلى سحوركم جاء رمضان يزوركم"... من هو المسحراتي وما هي قصته؟

المسحراتي هو شخصية رمضانية بارزة ومعروفة مرتبطة بالشهر الفضيل بشكل تام.

وكلمة المسحراتي مشتقة من كلمة سحور، والمسحر هي وظيفة أو مهمة يقوم بها شخص لتنبيه المسلمين ببدء موعد السحور، وبدء الإستعداد للصيام.

وتبدأ تلك المهمة بإنطلاق المسحر قبل صلاة الفجر، يحمل في يده طبلة وعصا، ينقر عليها صائحًا بصوت مرتفع لايقاظ الناس.

وكان بلال بن رباح أول مؤذّن في الإسلام وابن أم مكتوم يقومان بمهمّة إيقاظ النّاس للسّحور. الأول يؤذّن فيتناول النّاس السّحور، والثّاني يمتنع بعد ذلك فيمتنع النّاس عن تناول الطّعام. 

وأول من نادى بالتسحير هوعنبسة بن إسحاق ســنة 228 هـ وكان يذهب ماشياً من مدينة العسكر في الفسطاط إلى جامع عمرو بن العاص وينادي النّاس بالسحور، وأول من أيقظ النّاس على الطّبلة هم أهل مصر. 

أما أهل بعض البلاد العربيّة كاليمن والمغرب فقد كانوا يدقّون الأبواب بالنبابيت، وأهل الشّام كانوا يطوفون على البيوت ويعزفون على العيدان والطّنابير وينشدون أناشيد خاصّة برمضان.

والمسحّراتي صورة لا يكتمل شهر رمضان من دونها، وهو يرتبط ارتباطا وثيقا بالتقاليد الشّعبية الرّمضانيّة.

ومن العبارات المشهورة للمسحّرين:

"يا نايم وحّد الدّايم يـا غافي وحّـد الله"

"يا نايم وحّد مولاك للي خلقك ما بنساك"

"قوموا إلى سحوركم جاء رمضان يزوركم".

ويقوم المسحراتي بتلحين هذه العبارات بواسطة ضربات فنّية يوجّهها إلى طبلته. 
إشارة الى أن قديماً كان المسحّراتي لا يأخذ أجره، وكان ينتظر حتى أول أيام العيد فومر بالمنازل منزلاً منزلاً ومعه طبلته المعهودة، ويوالي الضّرب على طبلته نهار العيد، فيهب له النّاس بالمال والهدايا والحلويّات ويبادلونه عبارات التّهنئة بالعيد السّعيد.