افتتحت السلطات في شمال البيرو، يوم السبت، موقعاً أثرياً يعود إلى قلعة عمرها نحو 3800 عام، تُنسب إلى حضارة كارال، إحدى أقدم الحضارات المعروفة في العالم، وذلك بعد ثماني سنوات من الدراسات والترميم الدقيق.
ويُعتبر هذا الموقع الأثري الجديد المسمى "بينيكو" "مدينة تكامل اجتماعي" نظرا لكونه نقطة التقاء للتبادل التجاري بين المجتمعات الأولى على ساحل المحيط الهادئ ومجتمعات منطقتي الأنديز والأمازون.
وتقع "بينيكو" في وادي سوبي على بُعد 182 كيلومترا شمال العاصمة البيروفية ليما، وحوالى 20 كيلومترا من المحيط الهادئ.
وقالت عالمة الآثار روث تشادي التي تقود أبحاثا عن حضارة كارال: "إنه مركز مدني منظّم مُخصص للزراعة والتجارة بين الساحل والجبال والغابات"، مضيفة "يعود تاريخه إلى ما بين 1800 و1500 قبل الميلاد".
وتُعدّ حضارة كارال التي تطورت بين 3000 و1800 قبل الميلاد، الثقافة الأم للأميركيتين. وأدرجتها اليونسكو ضمن قائمة التراث العالمي عام 2009.
شُيّد موقع بينيكو على مساحة جيولوجية ترتفع 600 متر فوق مستوى سطح البحر، بموازاة نهر لتفادي الفيضانات. ويعتقد الباحثون أنه شُيّد في الوقت نفسه الذي ظهرت فيه أقدم الحضارات في الشرق الأوسط وآسيا.
وتكمن أهميته التاريخية في العناصر التي يُقدّمها والتي من شأنها أن تُساعد على فهم الأزمة التي واجهتها حضارة كارال بشكل أفضل، بحسب عالمة الآثار.
وأوضحت تشادي أن هذه الأزمة مرتبطة بالتغير المناخي الذي تسبب في موجات جفاف وأثّر على الأنشطة الزراعية في المنطقة.
وأضافت تشادي "نريد أن نفهم كيف تشكلت حضارة كارال وتطورت مع الوقت، وكيف واجهت أزمة بسبب التغير المناخي".