اتفاق قبرص وإسرائيل واليونان على تعميق التعاون في مجال الطاقة

اتفقت قبرص واليونان وإسرائيل خلال قمة عُقدت في نيقوسيا الاثنين على تعميق التعاون الإقليمي في مجال الطاقة للتركيز على الصادرات الموجّهة لأوروبا، خصوصا الغاز الطبيعي ومصادر الطاقة المتجددة.

وجاء في بيان مشترك أعقب الاجتماع: "اتفقنا على أن قطاع الطاقة، وخصوصا الغاز الطبيعي والكهرباء والطاقة المتجددة، يعد أساسا صلبا للتعاون في المنطقة".

وصدر البيان بعدما اجتمع الرئيس القبرصي نيكوس خريستودوليدس مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو ورئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس في إطار تاسع قمة ثلاثية للبلدان الثلاثة.

 

وأسست الدول الثلاث شراكتها الإقليمية المستمرة منذ ثماني سنوات على ثروات الطاقة في شرق المتوسط وتأمين الإمدادات إلى أوروبا.

وتجري إسرائيل بالفعل عمليات استكشاف لاحتياطات غاز بحرية بينما تملك قبرص ثروات في مصادر الطاقة ما زالت لم تُستخرج. ويسعى البلدان لتوحيد جهودهما من أجل تصدير الغاز الطبيعي إلى البر الرئيسي الأوروبي.

وأفاد القادة بأنهم يسعون لدعم "التضافر في مجال الطاقة" على غرار تأسيس مشروع ربط كهربائي بين البلدان الثلاثة وأنبوب غاز طبيعي محتمل، وفق البيان المشترك.

وقال البيان: "أكّدنا على المصلحة المشتركة في ما يتعلّق بتعزيز آفاق مرور يمكن الوثوق به للطاقة من حوض شرق المتوسط إلى أوروبا".

ولفت نتانياهو إلى أن إسرائيل وقبرص تعملان على تصدير احتياطات الغاز من بلاده إلى أوروبا عبر الجزيرة.

وتفكّر نيقوسيا في بناء خط أنابيب لنقل الغاز الطبيعي في البحر من إسرائيل إلى قبرص حيث سيُستخدم في تشغيل مولدات الكهرباء أو يتم تسييله ليُنقل لاحقا على متن سفن.

وقال نتانياهو: "ننظر في إمكان التعاون في هذا المجال وأعتقد أنه سيتم اتّخاذ هذه القرارات في الأشهر الثلاثة إلى الستة المقبلة، ثلاثة أشهر هي المدة الأقرب على الأرجح".

وتشارك قبرص واليونان وإسرائيل أيضا في بناء أطول وأعمق كابل تحت البحر تبلغ قدرته 2000 ميغاواط يُطلق عليه "يوروآسيا إنتركونيكتر" يربط شبكات الكهرباء في البلدان الثلاثة بالبر الرئيسي الأوروبي.

أكد ميتسوتاكيس أن مسألة الطاقة مرتبطة بـ"المصلحة المشتركة".

وقال: "لذا لدينا مصلحة كبرى في رؤية الكيفية التي سيتم من خلالها تصدير الغاز القبرصي إلى الاتحاد الأوروبي واحترام الحلول التي تحظى بمباركة الحكومتين، والتي سيتم أيضا اختبارها في الأسواق".

وذكر خريستودوليدس بأن القادة الثلاثة ناقشوا أيضا التعاون مع الهند والطرق التي يمكن عبرها الاستفادة من "الزخم الذي حققته اتفاقات أبراهام غير المسبوقة".

وأفاد بيان مشترك أيضا بأن "تعزيز وتوسيع دائرة السلام بين إسرائيل والعالم العربي وهو أمر ما كان من الممكن التفكير فيه قبل سنوات عدة فقط، يعِد بمنطقة أكثر أمنا وازدهارا ونحن ملتزمون التشجيع على هذه العملية ودعمها".

واتفقت الإمارات العربية والمتحدة والبحرين والمغرب على تطبيع العلاقات مع إسرائيل بموجب "اتفاقات أبراهام" التي أُبرمت في 2020 برعاية أميركية. وقبل ذلك، لم تقم إسرائيل علاقات رسمية مع دول عربية غير مصر والأردن.

وانعقدت قمة الاثنين في ظل تكهنات متزايدة حيال إمكان تطبيع العلاقات بين إسرائيل والسعودية التي لم توقّع على "اتفاقات أبراهام".

ومن المقرر أن تستضيف إسرائيل العام المقبل الاجتماع التالي لقادة الدول الثلاث، وفق ما أفاد بيان الاثنين.