ما زالت كوابيس الاغتصابات الجماعية تطارد أميرة. فهذه الأم السودانية لأربعة أطفال والتي نجت من الحصار الطويل على الفاشر في غرب السودان، لم تنجُ من ذكريات العنف التي حفرت فيها عميقا منذ سقطت المدينة في قبضة قوات الدعم السريع بعد أكثر من عام من الحصار والجوع والخوف.
وفي رحلة وصفتها بأنها كانت "معاناة"، من الفاشر عاصمة شمال دارفور إلى طويلة الواقعة على بُعد نحو 70 كيلومترا إلى الغرب، تقول أميرة إنها شاهدت "كل أنواع التعذيب"، من عنف جنسي وضرب وتجويع استمر لساعات.
وتروي أنّ "الاغتصاب كان جماعيا وأمام الملأ، يعني اغتصاب أمام الناس ولا أحد يستطيع أن يوقفه"، مضيفة أنه كان مصحوبا بالعنف والضرب.
وأعلنت قوات الدعم السريع الأسبوع الماضي سيطرتها على الفاشر، آخر المعاقل الرئيسية للجيش في إقليم دارفور، لتتكشف بعدها شهادات عن إعدامات ميدانية وعنف جنسي وهجمات على عمال الإغاثة، فضلا عن عمليات نهب وخطف، بينما لا تزال الاتصالات مقطوعة إلى حدّ كبير.
ورغم المخاطر التي تحفّ بفرار المدنيين من المدينة، قدّرت الأمم المتحدة أن عشرات الآلاف غادروها بالفعل منذ إعلان قوات الدعم السريع السيطرة عليها.
وتوضح أميرة التي شاركت شهادتها خلال مؤتمر عبر الإنترنت نظمته منظمة "أفاز"، أنها احتُجزت في مدينة كورما الواقعة على بُعد 40 كيلومترا شمال غرب الفاشر، قبل أن يطلق مقاتلو الدعم السريع سراحها مقابل فدية.
وتقول السيدة التي تستخدم اسما مستعارا حفاظا على أمنها "لدي أربعة أولاد. نحن خمسة. دفعت خمسة مليارات (جنيه سوداني)" لتتمكن من مواصلة طريقها.
وتضيف أنّه أثناء احتجازها في كورما "كان يتم الاغتصاب حتى في الليل. تكون نائما ويأتي أحد ليغتصبك. ولا جهة تسأل ولا جهة تمنع".
وتؤكد أنها شاهدت مقاتلي الدعم السريع "يذبحون رجلا بالسكاكين" أثناء دخولهم مدينة قرنة في طريقهم إلى كورما، مشددة على أنّه "كان هناك قتل بالرصاص وقتل بالسكاكين".
وتقول أميرة إن "هذه المشاهد لا تزال تطاردني في الليل. كثيرا ما أستيقظ وأنا أرجف متذكرة ما رأيت في الطريق".