LBCI
LBCI

"من وحي النّغم" أمسية الأصالة بقيادة أندريه الحاج مع الأوركسترا الوطنية اللبنانية للموسيقى الشرق-عربية

فنّ
2025-06-14 | 05:23
مشاهدات عالية
شارك
LBCI
شارك
LBCI
Whatsapp
facebook
Twitter
Messenger
telegram
telegram
print
"من وحي النّغم" أمسية الأصالة بقيادة أندريه الحاج مع الأوركسترا الوطنية اللبنانية للموسيقى الشرق-عربية
Whatsapp
facebook
Twitter
Messenger
telegram
telegram
print
6min
"من وحي النّغم" أمسية الأصالة بقيادة أندريه الحاج مع الأوركسترا الوطنية اللبنانية للموسيقى الشرق-عربية

احتضنت الكنيسة الأرمنية الإنجيلية الأولى في بيروت، حفلًا موسيقيًّا متميزًا بدعوة من رئيسة المعهد الوطني العالي للموسيقى المؤلفة الموسيقية هبة القواس حمل عنوان "من وحي النغم"، أحيته الأوركسترا الوطنية اللبنانية للموسيقى الشرق – عربية بقيادة المايسترو أندريه الحاج ومشاركة ندين عواد غناءً. 
 
وحضر الحفل شخصيات سياسية وإعلامية وموسيقية وجمهور الموسيقى الراقية في لبنان.
 
وافتتحت الأمسية المستشارة الثقافية والإعلامية في الكونسرفتوار الإعلامية والشاعرة ماجدة داغر نيابة عن القواس التي تعذر حضورها لأسباب طارئة.
 
وجاء في كلمتها: "من وحي النغم، أمسيتنا البهيّة الليلة، هي دعوةٌ لرحلةٍ عابرةٍ للأزمنة والأماكن، ورحلةُ الموسيقى لا تُقاس بمسافات الأرض، بل بمدى عمق الوجدان. لأن الموسيقى وحدَها، قادرةٌ على العبور خلف الحجُب، وترجمةِ خفاياها إلى لغةٍ كونيةٍ يفهمها القلبُ قبل العقل، وهي نبضُ الكون المتدفق، وصدىً لأسرار الوجود، ورسائلُ من عوالمَ لا تُدرَك إلا بالحدس. لذا، فإننا على أعتاب لحظاتٍ من الصفاء، حيث سيُحلّق بنا سحرُ النغم إلى آفاقٍ جديدة. وستكون دليلَنا في هذه الرحلة السماوية، الأوركسترا الوطنية اللبنانية للموسيقى الشرق-عربية، هذه الروحُ الجماعية التي تتآلف فيها الآلاتُ والأرواح، لتبعثَ الحياةَ في الصمت، وتُجسدَ الإلهامَ في كل نغمة. فهم ليسوا مجردَ عازفين، بل هم رسلُ الجمال، يَخطّون بأناملهم فصولاً من الإبداع والدهشة. ويُمسك بخيوط هذه اللوحة السمعية الباذخة، المايسترو المتألّق، أندريه الحاج، الذي تتحول عصاه مفتاحًا سحريًا يفتح به أبوابَ العوالم الخفية للنغم، بقدرته الخاصة، يُحوّل الفردياتِ إلى كيانٍ واحدٍ متجانس، ينسابُ كالنهر، ويُعانق الآفاقَ كالفجر. ونحن الطامحين إلى إرساءِ الموسيقى الشرق عربية كنهجٍ موسيقي خالصٍ، لأن الإمتاعَ الموسيقي يستطيع التحليق منفرداً، ليكون له شأنُ الموسيقى العالمية التي لا تحتاج إلى ترجمةٍ بالكلام. ولكن الكلمةَ اليوم ستترافق غناءً مع الألحان، ومع الفنانة ندين عواد، سنَزيدُكُم من الشعرِ بيتًا ليترافقَ الصوتُ المجلّي مع موسيقى أوركسترانا. هذه الأمسية هي دعوةٌ للاستغراق في لحظةٍ موسيقية استثنائية، لتمضِ بنا هذه الليلة إلى حيث يتلاشى الزمنُ وتبقى الموسيقى ولا شيء إلا الموسيقى. شكرًا لكم على هذا الحضور الذي يُضيء الكنيسة الأرمنية الإنجيلية الأولى في بيروت. أترككم مع الأوركسترا الوطنية اللبنانية للموسيقى الشرق عربية بقيادة المايسترو أندريه الحاج".
 
وفي تجلٍّ فنّيِ فريد، انسكب النغم ليغمر الحضور في رحلة وجدانية عميقة، فلم تكن الأمسية مجرد حفلة موسيقية، بل كانت احتفالاً بالروح اللبنانية الخلاقة، وقدرتها على صهر التراث والابتكار في بوتقة واحدة. وكان قلب هذه الأمسية النابض هو الأوركسترا الوطنية اللبنانية للموسيقى الشرق-عربية، التي تألقت تحت قيادة المايسترو أندريه الحاج، فكان الحاج ساحراً يمسك بعصا الزمن، يلوّح بها ليُطلق العنان لطاقات كامنة، ويحول النوتات الصامتة إلى ألحان حية، بقدرته الخاصة على قراءة الروح الجماعية للأوركسترا، وبتوجيهاته الدقيقة التي تجمع بين الحسم والشغف، نسج المايسترو الحاج من كل آلة خيطاً ذهبياً، ليتشكل في النهاية نسيج موسيقي متماسك، يجسد التناغم المثالي بين الأصوات الشرقية العريقة، من رنين القانون الشجي، إلى دفء العود العميق، مروراً بصدى الناي وتلك الآلات الغربية التي تضفي بعداً عالمياً على الأداء، فكان انعكاساً لسنوات من الجهد، والتفاني، والبحث عن الكمال الصوتي.
 
وإلى هذا المشهد الموسيقي الساحر، أضافت الفنانة ندين عواد بُعدًا متجليًّا بصوتها الأخّاذ. تميز أداؤها بالشجن وبالقدرة على لمس أوتار الروح، فكانت في كل كلمة وكل نغمة تجربة حسية فريدة. إنها فنانة تجمع بين الإتقان التقني والإحساس الفني العميق.
 

وفي برنامج مُصمم بعناية، استمع الحضور إلى بانوراما منوعة أثرت الموسيقى العربية بتلاوينها المختلفة. فكان حوار فني بين الأجيال والأساليب، حيث تجاور عمالقة الإبداع ليقدموا تجربة موسيقية لا تُنسى. ومن العراقة إلى التجديد، تضمنت الأمسية أعمالاً لخالدين أمثال محمد عبد الوهاب، حيث قُدمت مقطوعة  "أنا لك على طول" شعر مأمون الشناوي بلمسة عصرية عبر إعداد هيثم سكرية، مع دمج لبيانو أربي عواد، وغناء ندين عواد ليُثبت أن الأصالة لا تموت بل تتجدد.

 
ولم تغب الروح الرحبانية عن الأمسية، حيث استمع الجمهور إلى أعمالٍ من إبداع زياد الرحباني، في الافتتاحية مع "ميس الريم" إضافة إلى "بكتب اسمك" شعر ولحن الأخوين رحباني، إعداد روني براك الذي أضاف إليها نكهة معاصرة، مع الاحتفاظ بعبق الأصالة التي تميز هذا الإرث الفني. 
 
وتميز الحفل بنغمات لبنانية معاصرة مثل موسيقى مرسيل خليفة في "رقصة العروس"، ، الذي تمثل أعماله أيقونة للموسيقى العربية الملتزمة، وأنطوان فرح في "درب الصيداوي"، وشربل روحانا في "من وحي درويش"، وأندريه الحاج مع مقطوعة "متل القمر"، ولوقا صقر مع "نور"، و"نسيم الرياض" لعلي الخطيب، فأثروا المشهد الموسيقي بمؤلفاتهم التي تجمع بين الأصالة والتجريب.
 
ولم يغفل البرنامج عن تقديم روائع من عمق التراث اللبناني العربي الأصيل، سواء عبر ألحان أصلية أو من خلال إعدادات جديدة لأعمال كلاسيكية، مما يعكس مدى غنى هذا التراث وقابليته للتجديد والتأويل. فكانت مقطوعة "ميلي يا جنات"، شعر ولحن زكي ناصيف، إعداد هاني سبليني، وبها شارك الحاج جمهوره غناء في أسلوب فريد يميز حفلاته من خلال مشاركة الحضور في الغناء، ليضفي هذا التفاعل رونقًا وبهاءً على الأمسية، كما حدث مع أغنية "بكتب اسمك" التي أعادها الجمهور بشكل تلقائي مرة ثانية.
 
وفي الختام، لم تكن أمسية "من وحي النغم" مجرد حدث ثقافي عابر، بل كانت شهادة حية على أن بيروت، رغم كل التحديات، تظل مدينة النغم والإلهام. لقد جسدت هذه الليلة قوة الفن في توحيد القلوب، وتجاوز الحدود، وتقديم رسالة أمل من خلال لغة الموسيقى العالمية. إنها دعوة للتأمل في عمق هويتنا الثقافية، وتذكير بأن الموسيقى هي جسر يربط بين الأجيال، وذاكرة تتناقل حكايات الماضي، ونبض يشرق بمستقبل أكثر إشراقًا. 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

آخر الأخبار

فنّ

النّغم"

أمسية

الأصالة

بقيادة

أندريه

الحاج

الأوركسترا

الوطنية

اللبنانية

للموسيقى

الشرق-عربية

وفد "مهرجان الزمن الجميل" يلتقي وزير الإعلام بول مرقص: "الدورة الثامنة برعاية وحضور رسمي"
LBCI السابق
إشترك لمشاهدة الفيديوهات عبر الانترنت
إشترك
حمل الآن تطبيق LBCI للهواتف المحمولة
للإطلاع على أخر الأخبار أحدث البرامج اليومية في لبنان والعالم
Google Play
App Store
We use
cookies
We use cookies to make
your experience on this
website better.
Accept
Learn More