LBCI
LBCI

الأوركسترا الوطنية للموسيقى الشرق – عربية أحيت إزاحة الستارة عن منحوتة "دَين الشجر صلبان" في الديمان

فنّ
2025-10-08 | 04:47
مشاهدات عالية
شارك
LBCI
شارك
LBCI
Whatsapp
facebook
Twitter
Messenger
telegram
telegram
print
الأوركسترا الوطنية للموسيقى الشرق – عربية أحيت إزاحة الستارة عن منحوتة "دَين الشجر صلبان" في الديمان
Whatsapp
facebook
Twitter
Messenger
telegram
telegram
print
8min
الأوركسترا الوطنية للموسيقى الشرق – عربية أحيت إزاحة الستارة عن منحوتة "دَين الشجر صلبان" في الديمان

 في حدث ثقافي وروحي وفني بارز جمع الموسيقى الرفيعة بالتكريم الروحي، احتضن الصرح البطريركي الصيفي في الديمان، حفلاً موسيقياً ضخماً حمل عنوان "دين الشجر صلبان"، ببركة وحضور صاحب الغبطة والنيافة البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، وبدعوة من رئيسة المعهد الوطني العالي للموسيقى في لبنان المؤلفة الموسيقية هبة القواس، أحيته الأوركسترا الوطنية اللبنانية للموسيقى الشرق – عربية بقيادة المايسترو أندريه الحاج، وكورال القسم الشرقي في المعهد تحت تدريب وإشراف الأستاذ بيار سميا، وذلك احتفاءً بإزاحة الستارة عن عمل فني نحتي للفنان رودي رحمة.
شكّل الحفل مناسبة وطنية ودينية تُسلط الضوء على الإرث الفني الديني اللبناني الحي، وتؤكد دور الكنيسة كمنارة جامعة للثقافة والإبداع، وعلى الروحانية والارتباط الوثيق بالأرض والأسلاف والهوية اللبنانية، من خلال منحوتة شجرة الأرز التي حوّلها رحمة إلى عمل ناطق بالصلبان ال 77 المنبثقة منها والتي ترمز إلى عدد البطاركة الموارنة وصولاً حتى اليوم، يحتضنها تمثال للسيد المسيح يحمل عدداً من هذه الصلبان مادّاً يده لأخذ صليب كل موجوع.
في باحة الصرح البطريركي في الديمان، امتشق الضباب الذي غطى المنطقة في ليلة تشرينية باردة، مسرح ضخم احتضن الأوركسترا والكورال والقائد، في جو من الخشوع والرقي. وقبل الافتتاح أزاح البطريرك الستارة عن منحوتة "دين الشجر صلبان" مباركاً العمل الفني الذي يتصدر مدخل الصرح في الديمان. واستهلت الأوركسترا الحفل بالنشيد الوطني اللبناني، ثم كانت كلمة ترحيبية وتقديم من الأديب الأستاذ سهيل مطر، وبعدها عرض فيديو عن المنحوتة تضمّن أغنية من شعر رودي رحمة وألحان سمير صفير.
وبعدها اعتلت المسرح رئيسة المعهد الوطني العالي للموسيقى الدكتورة هبة القواس، التي حرصت على تقديم هذا العمل الفني بأسلوب يليق بالصرح البطريركي والمناسبة، وألقت كلمة وجدانية تضمنت أبعاداً وطنية دينية عميقة، أكدت فيها على دور بكركي الجامع والحضور الوطني الكبير للبطريرك الراعي، كما على دمج الفن الروحي الوطني بالموسيقى الراقية، ودور الكونسرفتوار في رعاية الموسيقى والثقافة اللبنانيتين.
 
وجاء في كلمتها: "أيّها الحاضرون في الديمان، على عتبةِ الأرزِ والسماء…سلامٌ عليكم. في الديمان، لا نُزيحُ الستارَ عن منحوتةٍ من خشبٍ وحسب، بل عن ذاكرةٍ كاملةٍ محفورةٍ في قلبِ لبنان. فالخشبُ الذي خرج من جوفِ الأرز، صارَ في يدِ رودي رحمة، صلاةً تُرى، وصليبًا يُضيء، وشِعرًا من عصبِ الأرض. أنطقَ رودي الخشبَ بلغةٍ لا تُكتب…بل تُصلَّى.
جعل من الجذعِ إنجيلاً آخر، ومن الأليافِ لاهوتًا من نور. منحوتتُه ليست عملاً فنيًّا بل اعترافُ إيمانٍ بأنّ الفنّ أيضًا يستطيعُ أن يُقيمَ قيامةً .لبنانُ الذي نحلمُ به، ليس خريطةً ولا حدودًا، بل هذا اللقاء بين الروح والفكر، بين الإيمان والجمال، بين الجبلِ والبحر، بين الإنسانِ والله. المارونيةُ لم تكن يومًا مذهبًا، بل نَفَسًا لبنانيًّا عميقًا.هي خميرةُ الوجود، وهي التي صهرت الجبلَ صلاةً وأناشيد. في كلّ زمنٍ من أزمنتنا، كانت المارونيةُ الحارسَ والذاكرة، تحفظُ الهويةَ، وتُبقي لبنانَ واقفًا في وجهِ الريح .وغبطةُ البطريرك، ليس فقط راعيَ الكنيسة، بل راعيَ التوازن بين السماء والأرض، بين الدولةِ والضمير، بين الوطنِ والحلم. هو الذي يرفعُ الغبارَ عن وجهِ لبنان، ليُعيدهُ إلى صورتهِ الأولى…إلى جوهره الذي لا يُمحى. وحين تعزفُ الأوركسترا الوطنية اللبنانية للموسيقى الشرق–عربية، فهي لا تُقدِّمُ برنامجًا فنّيًّا بل طقسًا من القيامة، خاصة بمشاركة القسم الشرقي في المعهد الوطني العالي للموسيقى تدريب الأستاذ بيار سميا. كلُّ نغمةٍ صلاة،وكلُّ لحنٍ جسرٌ بين الماضي والمستقبل".


وقالت القواس: "بقيادة المايسترو أندريه الحاج، تتحوّلُ العصا إلى مسبحة، وتتحوّلُ الأوركسترا إلى كنيسةٍ من أصوات. من خلالهم يُعاد تركيبُ النورِ من نبراتِ الصوت، وتُستدعى من ذاكرتنا الأصواتُ الأولى، التي علّمتنا كيف نُصلّي بالموسيقى. البرنامجُ الذي نقدّمه الليلة هو حوارٌ بين الشجر والمصلوب، بين الترابِ والسماء، بين الإنسانِ والله. كلُّ مقطوعةٍ فصلٌ من ملحمةٍ لبنانيةٍ مكتوبةٍ بالنغم،لا بالحبر.فالصوتُ إذا طَهُرَ صار صلاة، واللحنُ إذا نَقِيَ صار وطنًا. المعهدُ الوطني العالي للموسيقى، ليسَ مبنى ولا إدارة، بل هو ذاكرةُ لبنان الحيّة، وحارسُ صوتهِ الداخليّ.
نحن لا نعلّم النوتة فقط، بل نعلّمُ كيف تستحيلُ النوتةُ فكراً، والفكرُ وجداناً، والوجدانُ وطناً… ولأنّنا نؤمنُ أنّ الفنّ مسؤولية، نعتبرُ علاقتَنا بالصرحِ البطريركيِّ عهدًا، وشراكةً في حمايةِ لبنانَ الرسالة …لبنانَ الحرية، لبنانَ الذي يولدُ من رحمِ المأساةِ كالمعجزة.ولأنّ المارونيةَ في جوهرها ليست مذهبًا بل نَفَسًا لبنانيًّا، فهي تُعانقُ كلَّ الطوائف، وتوحِّدُ في رسالتها كلَّ اللبنانيين.هي القلبُ الذي يضخُّ الحياةَ في الجسد، والضميرُ الذي يُنيرُ العقول،والصوتُ الذي يذكّرنا بأنّ لبنانَ واحدٌ بروحه،متعدّدٌ بجماله،خالدٌ بتنوّعه".
وأضافت القواس:"غبطةَ البطريرك، إنّ البطريركيةَ المارونيةَ بما تمثّله من تاريخٍ روحيٍّ وثقافيٍّ وفكريٍّ، هي الحارسُ الأعمقُ للوجدان اللبناني، والمعهدُ الوطنيُّ للموسيقى هو صداها في صوتٍ مسموع.نحن أبناءُ الرسالةِ التي تؤمن أنّ الموسيقى تُقيمُ سلامًا حيث تفشلُ السياسة، وأنّ الفنَّ يمكن أن يكونَ ديبلوماسيةً عليا… تنطقُ بلسانِ الله.في زمنٍ يتهدّدُ فيه الإنسانُ بفقدانِ ذاته، نلتقي هنا، في الديمان، لنقول:إنّ الجمالَ هو آخرُ أشكال المقاومة، وإنّ لبنانَ، مهما تألّم، سيبقى يغنّي.لأنّ في كلّ أرزةٍ تصلبُها الريحُ، أرزةً أخرى تقومُ فينا من جديد .ولأنّ في كلّ صوتٍ لبنانيٍّ صادق،
بطريركًا صغيرًا يحملُ وطنًا على كتفيه. شكرًا لغبطةِ البطريرك الراعي على رعايتِه واحتضانه لهذا اللقاء الذي هو صلاةٌ فنيّة، وشكرًا للفنّان رودي رحمة على ما أنطقَ من صمت، وللأوركسترا الوطنية للموسيقى الشرق عربية والكونسرفتوار الوطنيّ وكوراله على ما زرعوا من ضوءٍ في هواء لبنان. وشكرًا للديمان، لأنّها ما زالت تعرفُ كيف تُنبتُ أرزًا في أرواحنا".
تميز الحفل بمشاركة موسيقية رفيعة المستوى، حيث تولى قيادة التشكيل الموسيقي المايسترو أندريه الحاج ببراعة وحرفية عالية، وأداء متميز للأوركسترا اللبنانية الوطنية للموسيقى الشرق-عربية إلى جانب كورال القسم الشرقي في الكونسرفتوار، حيث استمتع الجمهور الحاضر بتوليفة موسيقية فريدة، جمعت بين دقة الموسيقى الأكاديمية وروح النغم الشرقي الأصيل.
 
عكس أداء الأوركسترا والكورال التزام المعهد بالحفاظ على الهوية الموسيقية اللبنانية والعربية. وقد تفاعل الجمهور بشكل لافت مع الألحان التي استوحت عمقها من التراث الموسيقي اللبناني لوديع الصافي وملحم بركات والأخوين الرحباني ووليد غلمية وزكي ناصيف وإيلي شويري والأب خليل رحمة. كما تضمن البرنامج إلقاء قصائد للفنان رودي رحمة.
اختتم الحفل بكلمة للبطريرك الراعي قدمه المسؤول الإعلامي في بكركي وليد غياض، غبطته الذي بارك الحفل وأثنى على جهود الفنان والكونسرفتوار، وجاء في كلمته: 
"شكراً للفنان والنحات رودي رحمة الذي جمعنا في هذه الليلة المباركة، وشكراً للدكتورة هبة القواس وللمايسترو الأب خليل رحمة والمايسترو أندريه الحاج والأوركسترا والكورال الفني الرائع. بعد قراءة التمثال بالشعر من رودي أود أن أعطي قراءتي الشخصية، وأبدأ بكلام السيد المسيح الذي قال "تعالوا إلي أيها المتعبون والثقيلو الأحمال وأنا أريحكم فحملي خفيف"، وتجدون راحة لنفوسكم، هذا ما يقوله المسيح في هذا التمثال وهو يحمل الصلبان ماداً يده ويدعونا إلى إعطائه الصليب لنرتاح. الصلبان هم البطاركة بشخص المسيح وبلسان المسيح خرجوا من الوادي إلى الديمان. المسيح يمد يده الى كل إنسان ويحمل صليب كل إنسان، وهذه 77 صليباً هي رمز عدد البطاركة حتى اليوم، أراد رودي أن يسمي صليباً للبطاركة ال 77 وهذا دور البطريرك ان يحمل الصليب، صليب لبنان". وأضاف: "تذكرت كلمة المثلث الرحمة البطريرك نصرالله بطرس صفير، وهو الآية التي وضعها يوم تنصيبه وتقول: وحمّلوه الصليب وراء يسوع. هذه كانت كلمة كل بطريرك، والصليب يأتي هيّنا لأن المسيح يحمله معه، وكذلك مع كل إنسان اذا عرف أن يقول مع آلامك يا يسوع. هذه المشاكل التي نعيشها اليوم هي صلباننا جميعاً: الصليب السياسي والاقتصادي والإعلامي والصحة والمرض والوفاة وحياتنا كلها صلبان لا يخف حملها إلا إذا سلمناها ليسوع. لا يذهب الألم هدراً، لأن ليس هناك أحد من دون صليب ووجع. هذا الفرح الحقيقي الذي يولد من صليب كل واحد منا حين حمله معنا المسيح. كل ألم مادي روحي ومعنوي يذكرنا أن المسيح يقول لنا أعطوني ألمكم وهمومكم وتعبكم. هذا دور البطريرك أن يحمل صليباً مع كل انسان، طريق الفرح الحقيقي هو الألم كشربل ورفقا".
بنجاح هذا الحفل، وببركة غبطته الذي رسخ البعد الروحي للحدث، أكد لبنان مجدداً قدرته على الاحتفاء بفنه وإبداعه، مع الحفاظ على التقاليد الروحية والوطنية، لتظل الموسيقى لغة جامعة تتجاوز التحديات.

 
 
 
 
 
 
 
 

آخر الأخبار

فنّ

الوطنية

للموسيقى

الشرق

عربية

إزاحة

الستارة

منحوتة

"دَين

الشجر

صلبان"

الديمان

بعد انفصالها المفاجئ عن زوجها... إطلالة لنيكول كيدمان تثير التساؤلات (صور)
LBCI السابق
حمل الآن تطبيق LBCI للهواتف المحمولة
للإطلاع على أخر الأخبار أحدث البرامج اليومية في لبنان والعالم
Google Play
App Store
We use
cookies
We use cookies to make
your experience on this
website better.
Accept
Learn More