هل هناك علاقة بين الصداع النصفي وخطر الإصابة بسرطان الثدي؟

يقدر الباحثون أن ما بين 14-15% من سكان العالم يعانون من الصداع النصفي (Migraine) - وهو اضطراب عصبي يسبب صداعًا شديدًا وأعراضًا أخرى يمكن أن تؤثر على حياة الشخص اليومية.

وقد ربطت الدراسات السابقة نوبات الصداع النصفي بزيادة خطر الإصابة بحالات أخرى، بما في ذلك السكتة الدماغية، وارتفاع ضغط الدم، والصرع، وطنين الأذن، ومتلازمة القولون العصبي (IBS).

بالإضافة إلى ذلك، وجدت الأبحاث السابقة أن الأشخاص الذين يعانون من الصداع النصفي قد يكون لديهم أيضًا فرصة متزايدة للإصابة ببعض أنواع السرطان، بما في ذلك سرطان الثدي، وفق ما نقل موقع Medical News Today.

والآن يضيف باحثون من مركز السرطان في مستشفى غرب الصين بجامعة سيتشوان في الصين إلى هذه المجموعة من المعرفة بدراسة جديدة حددت وجود صلة وراثية محتملة بين الصداع النصفي وسرطان الثدي.

وقد نشرت هذه الدراسة مؤخرا في مجلة BMC للسرطان.

الصداع النصفي وسرطان الثدي

لماذا قد يكون هناك صلة بين الصداع النصفي وسرطان الثدي؟ يرتبط كل من الصداع النصفي وسرطان الثدي بالتغيرات في مستويات هرمون الاستروجين. ارتفاع مستويات هرمون الاستروجين يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بسرطان الثدي لدى الشخص.

علاوة على ذلك، يمكن أن تتأثر شدة وتكرار نوبات الصداع النصفي لدى النساء بتغير مستويات هرمون الاستروجين أثناء الدورة الشهرية، أو مرحلة انقطاع الطمث، أو الحمل.

على مدى السنوات القليلة الفائتة، كان هناك عدد من الدراسات التي تبحث في العلاقة المحتملة بين الصداع النصفي وسرطان الثدي. ومع ذلك، كانت النتائج مختلطة.

ووجدت دراسة نشرت في نيسان 2023 أن النساء اللاتي يعانين من الصداع النصفي لديهن خطر أعلى للإصابة بأنواع فرعية معينة من سرطان الثدي، كما أظهرن ظهورًا مبكرًا بشكل عام لسرطان الثدي.

ووجدت دراسة نشرت في كانون الأول 2018 أن النساء اللاتي قمن بأربع زيارات طبية أو أكثر لعلاج الصداع النصفي كل عام كان لديهن خطر أكبر للإصابة بسرطان الثدي.

على العكس من ذلك، وجدت دراسة تحليلية نُشرت في شباط 2022 وجود علاقة عكسية ذات دلالة إحصائية بين الصداع النصفي والخطر الإجمالي للإصابة بسرطان الثدي.

ووجدت دراسة نشرت في نيسان 2023 أن الأشخاص الذين يعانون من الصداع النصفي لديهم خطر أقل قليلاً للإصابة بسرطان الثدي، وخاصة سرطان الثدي الإيجابي لمستقبلات الهرمونات.

أبحث عن الرابط الجيني

  بالنسبة للدراسة الجديدة، جمع الباحثون بيانات من دراسات الارتباط على مستوى الجينوم (GWAS) على كل من الأشخاص المصابين بالصداع النصفي والمصابين بسرطان الثدي.

وتم أخذ البيانات الوراثية للصداع النصفي من خمس دراسات مجمعة أجريت على أكثر من 102000 شخص مصاب بالصداع النصفي وأكثر من 771000 شخص.

وتم استخلاص البيانات الوراثية لسرطان الثدي من اتحاد جمعية سرطان الثدي (BCAC) وتضمنت حوالي 250.000 حالة مختلفة. تم أخذ كل البيانات من المشاركين في الدراسة من أصل أوروبي.

ومع وجود البيانات في متناول اليد، استخدم العلماء التحليل العشوائي المندلي للبحث عن علاقة سببية بين الصداع النصفي وسرطان الثدي.

وفي ختام الدراسة، أفاد الباحثون أن النساء المصابات بأي نوع من الصداع النصفي لديهن خطر متزايد للإصابة بسرطان الثدي بشكل عام ومستقبلات هرمون الاستروجين (ER) الإيجابية.

واكتشفوا أيضًا أن النساء اللاتي عانين من الصداع النصفي دون هالة كان لديهن خطر متزايد للإصابة بسرطان الثدي السلبي، وكان مرتبطًا بشكل موحٍ بزيادة فرصة الإصابة بسرطان الثدي بشكل عام.


هناك حاجة إلى مزيد من البحث

بعد مراجعة هذه الدراسة، الدكتورة بارفين بيدي، طبيبة الأورام الطبي المعتمدة ومديرة طب أورام الثدي في مركز مارغي بيترسن للثدي في مركز بروفيدانس سانت جون الصحي وأستاذة مشاركة في علم الأورام الطبي في معهد سانت جون للسرطان في سانتا مونيكا، كاليفورنيا ، التي لم تشارك في هذا البحث، أوضحت لـ Medical News Today أن هذه دراسة ترابطية بأثر رجعي وأن استنتاجها تخميني للغاية.

وقالت: "مع وجود مشكلة غير محددة وشائعة مثل الصداع النصفي، فمن الصعب جدًا ربطها بسرطان الثدي، لا يتوقع وجود صلة بين الاثنين. يجب تكرار البحث في بلدان أخرى ومجموعات سكانية أخرى قبل استخلاص المزيد من الاستنتاجات."