علماء يكشفون اللّغز... لهذا السبب يستهدف سرطان الثدي العمود الفقري!

4^min

عندما ينتشر سرطان الثدي، فإنه غالبا ما يستهدف العمود الفقري، إلا أن العلماء قد يكونوا قد اكتشفوا السبب أخيراً.

نوع جديد من الخلايا الجذعية يدفع الخلايا السرطانية إلى العظام في الفقرات، حسبما أفاد عالم الأمراض ماثيو غرينبلات من كلية طب وايل كورنيل في مدينة نيويورك وزملاؤه في 13 أيلول في مجلة Nature. يساعد هذا الاكتشاف في تفسير لغز انتشار السرطان طويل الأمد: لماذا تنفصل بعض أنواع السرطان عن موقعها الأصلي، وتسافر عبر مجرى الدم، وتستقر في العمود الفقري؟

بالنسبة للأشخاص المصابين بسرطان الثدي النقيلي، فيعاني حوالي 70 في المئة منهم من سرطان العظام لاحقًا. ومن بين العظام الموجودة في الهيكل العظمي، تفضل الخلايا السرطانية البحث عن الفقرات. بالنسبة لهؤلاء المرضى، "تعد النقائل في العمود الفقري واحدة من المضاعفات الأكثر شيوعًا،" كما يقول غرينبلات، "وواحدة من أكثر المضاعفات المخيفة". يمكن للأورام التي تتأصل في العمود الفقري أن تسحق الحبل الشوكي، الذي يضم حزمًا عصبية مهمة لإحساس الجسم وحركته. يمكن أن يعيق هذا الضرر قدرة الأشخاص على المشي والتحكم في المثانة والأمعاء، ويقلل من متوسط أعمارهم.

ما انتهى به الأمر إلى أن يكون منطقيًا هو الخلايا الجذعية. كان لدى الباحثين حدس بأن الخلايا الجذعية الموجودة داخل عظام العمود الفقري تختلف عن تلك الموجودة في مواقع أخرى في الهيكل العظمي، مثل العظام الطويلة في الذراعين والساقين. وهذا ما وجدوه في المختبر.

وقام فريق غرينبلات بسحب مجموعة من الخلايا الجذعية من فقرات الفئران بشكل واضح على عكس تلك التي تم جمعها من العظام الطويلة. ووجد الباحثون أن هذه الخلايا الجذعية الجديدة قامت بتشغيل مجموعة منفصلة من الجينات وتصرفت بشكل مختلف في التجارب.

حتى الآن، لم يعرف العلماء أن هذين النوعين من العظام يحتويان على مجموعات مختلفة من الخلايا الجذعية. يقول غيرت كارميليت، اختصاصي الغدد الصماء الخلوية والجزيئية في جامعة لوفين في بلجيكا، والذي لم يشارك في العمل، لكنه كتب تعليقًا مصاحبًا: "لقد افترضنا أنهما متماثلان".

وأثار اكتشاف الفريق احتمال أن تلعب الخلايا الجذعية الشوكية دورًا في أمراض العمود الفقري.

في إحدى التجارب الرئيسية، قام فريق غرينبلات بزراعة الخلايا الجذعية الشوكية في إحدى القوائم الخلفية لفئران، وخلايا جذعية ذات عظام طويلة في الساق الخلفية الأخرى. شكلت كل عملية زرع عظامًا مصغرة في أجسام الحيوانات تتمثل بفقرة صغيرة على اليمين، على سبيل المثال، وعظام طويلة على اليسار. بعد ذلك، قام الباحثون بحقن خلايا سرطان الثدي في الفئران وراقبوا أين انتهى بها الأمر.

وأظهرت النتائج أن الخلايا سافرت إلى الفقرة الصغيرة، وأن "الخلايا السرطانية تأتي بشكل تفضيلي إلى عضوي (الفقرة) وليس إلى عضوي العظم الطويل"، كما يقول كارميليت.

واكتشف فريق البحث أن الخلايا الجذعية الشوكية التي تم تحديدها حديثًا، والموجودة في كل من الفئران والبشر، تفرز بروتينًا يسمى MFGE8 الذي يعمل كجاذب للورم، ويجذب الخلايا السرطانية إلى الأنسجة الشوكية. يقول غرينبلات إن البروتين قد لا يكون العامل الوحيد المؤثر، "لكنه عامل مهم في دفع الخلايا السرطانية إلى العمود الفقري".

من الممكن أن يؤدي حظر MFGE8 إلى منع أو علاج ورم خبيث في العمود الفقري. يقول أحد المشاركين في الدراسة: "أعتقد أن الأمر يستحق بالتأكيد المزيد من التحقيق". لكنه يشير إلى أنه ما زال من السابق لأوانه معرفة الآثار العلاجية المحتملة.

ويستكشف فريق غرينبلات الآن ما إذا كانت الخلايا الجذعية الجديدة يمكنها تجنيد أنواع أخرى من الخلايا السرطانية في العمود الفقري. عندما ينتشر سرطان البروستاتا، على سبيل المثال، فإنه يميل أيضًا إلى الانتقال إلى الفقرات فوق أنواع العظام الأخرى. ويشعر هو وزملاؤه أيضًا بالفضول لمعرفة ما إذا كانت عظامنا تخفي أي شيء آخر.

مصدر