تزايدت المخاوف في أعقاب حوادث العنف الأخيرة، ومنها مقتل تشارلي كيرك وإيرينا زاروتسكا في الولايات المتحدة الأميركية، إذ تركت هذه الأحداث الكثيرين في حالة صدمة واضطراب نفسي، سواء لدى الشهود المباشرين أو لدى من تابعوا المشاهد عبر الشاشات.
أوضح الأخصائي النفسي في نيويورك جوناثان ألبرت، مؤلف كتاب "Therapy Nation" المرتقب، في مقابلة مع Fox News Digital أن التعرض لمشهد عنيف أو جريمة قتل قد يخلّف آثارًا شائعة مثل الصدمة، الخوف، فرط اليقظة، الأرق، واسترجاع الصور ذهنيًا بشكل متكرر.
وأضاف أن هذه ردود فعل طبيعية قصيرة الأمد لما يبدو حدثًا طاغيًا على المشاعر، مشيرًا إلى أن بعض الأشخاص قد يشعرون بالخدر أو الإنكار خلال الساعات والأيام الأولى، وكأن ما حدث "غير واقعي". لكن في حالات أخرى، قد تتطور الأعراض لاحقًا إلى كوابيس، أفكار متطفلة أو انفصال عاطفي، ما يشير إلى ترسخ الصدمة بشكل أعمق.
وبحسب ألبرت، تكون الفئة العمرية الشابة مثل طلاب الجامعات أكثر عرضة للشعور بالهشاشة، خصوصًا عندما يقع الحدث في محيطهم المباشر، في حين قد يمتلك البالغون الأكبر سنًا استراتيجيات للتأقلم، وإن كانوا أيضًا عرضة للتأثر إذا أيقظت الأحداث ذكريات صدمات سابقة أو قلقًا عميقًا بشأن المجتمع.
ونبّه الخبير إلى أهمية مراقبة "الأعلام الحمراء" التي تستدعي التدخل المهني، مثل العجز عن أداء المهام اليومية في العمل أو الدراسة أو المنزل، الأرق المزمن، نوبات الهلع، التوتر الذي يفسد العلاقات، أو الانسحاب من الحياة الاجتماعية.
واقترح بعض آليات التكيّف مثل تقنيات التنفس العميق، تدوين الأفكار والمشاعر، التحدث مع أشخاص موثوقين، وممارسة تمارين اليقظة الذهنية، إلى جانب النوم الكافي، التغذية السليمة، وممارسة الرياضة التي تساعد على تفريغ التوتر وتهدئة الجهاز العصبي.
كما شدّد على ضرورة وضع حدود للتعرض المتواصل لمشاهد العنف عبر الأخبار ووسائل التواصل الاجتماعي، لافتًا إلى أن الجمهور بات شبه "مخدّر" تجاه أحداث مروّعة كانت تُعتبر قبل عقدين استثنائية، مثل إطلاق النار في المدارس.