أوضح رئيس حركة الاستقلال النائب المستقيل ميشال معوّض أنّه استقال ما بعد 4 آب لأسباب أخلاقية لأنه اعتبر أنّ ما انفجر ليس نيترات الأمونيوم بل المنظومة الحاكمة، قائلاً: "لم أستقل من المجلس من منطلق الشرعية الشعبية بل لأن المجلس لا يستطيع إيصال لبنان إلى التغيير في ظل التوازنات الحالية وأعلنت أنني لن اترشح إلى الانتخابات الفرعية".
وأكّد في حديث لبرنامج "عشرين 30" عبر الـLBCI أنّ "الحكومة لم تستقل من أجل اللبنانيين بل تحت الضغط الدولي ولم يجتمع مجلس النواب إلا ليخبرنا الرئيس بري أننا المتآمرين على المجلس"، لافتًا إلى أنّ المطلوب حاليًا حكومة انتقالية بمهام محددة على رأسها تنظيم انتخابات نيابية مبكرة وإدارة بعض الملفات الأساسية مثل المفاوضات مع صندوق النقد الدولي وكورونا وغيرها.
وشرح معوّض أنّ هناك 4 عوامل أو مشاكل أساسية في المنظومة السياسية، لافتًا إلى أنّ العامل الأوّل هو موضوع السلاح والدخول في لعبة المحاور. وقال: "لا مشكلة لدينا مع الهوية السياسية لحزب الله بل مع السلاح غير الشرعي الذي حمى الفساد في التركيبة السياسية ومع الأجندة الإيرانية التي عزلت لبنان وساهمت بإفقاره وذله وتفجيره".
وأشار إلى أنّ المشكلة الثانية في المنظومة تكمن في بنية النظام، والمشكلة الثالثة هي بالفساد والإهمال واللامبالاة، أما المشكلة الرابعة فهي التناقض الصارخ بين السياسات المالية والسياسات النقدية.
ورأى معوّض أنّ العهد "شطح" باتجاه أن يكون غطاءً لحزب الله، أما في موضوع الإصلاح فالعهد يتحمل مسؤولية ولكن ليس لوحده لأن الفساد عابر للطوائف والكتل النيابية.
وشدّد على أنّ الخروج من المأزق السياسي الاقتصادي المالي يتطلب عودة المؤسسات الدولية والمجتمع الدولي إلى لبنان، موضحًا أنّ هذا الأمر يختلف تمامًا عن تحويل لبنان الى ساحة صراع بين الولايات المتحدة الأميركية وإيران.
وردًا على سؤال، أكّد معوّض أنّ طرح الحياد ليس تكتيكيًا بل استراتيجي لتحقيق الاستقرار في البلد وإعادة بناء الاقتصاد. وقال: "الحياد لا يعني الضعف أبدًا ويجب أن ينطبق على الجميع وليس فقط على طرف واحد والدفاع عن أرضنا حق للدولة اللبنانية".
وأوضح أنّ طرح الحياد وتطوير بنية النظام ليس بوجه حزب الله، مجددًا التأكيد على أنّه ليس ضد الحزب بصفته اللبنانية بل ضد منطق السلاح بأجندته الإيرانية.
من جهة أخرى، لفت معوّض إلى أنّ النقاش عن توزيع الخسائر الذي كان سائدًا قبل شهرين تغير الآن بشكل كبير لأن الخسائر زادت جدًا، موضحًا أنّ الاكتفاء بتوزيع الخسائر يؤدي الى هندسة مالية جديدة وإعطاء نفس قصير لنفس المنظومة.
وتحدّث النائب المستقيل عن العلاقة التي تجمع حركة الاستقلال بالولايات المتحدة الأميركية، قائلاً: "علاقتنا تاريخية مع الدولة الأميركية بغض النظر عن الإدارة وقد حوّلنا هذه العلاقة الى علاقة بنيوية إنمائية مؤسساتية مبنية على الشفافية والعمل الاحترافي لمؤسسة رينه معوض ونفتخر أننا لم نؤسس بنية سلاح ودم بل بنية إنماء حياة ومستقبل للبنانيين".