ورشٌ، عمّال، سقالات، اصوات ترميم، ازالة ردم... كفيلة لتلخص مشهد بيروت المنكوبة بعد أكثر من شهر على وقوع مأساة انفجار مرفأ بيروت.
هذا الشهر كان كفيلاً ليبدأ قاطنو المنطقة المنكوبة بنفض الغبار عنها وعن منازلهم ومحالهم بمساعدة متطوعين وجمعيات واياد بيضاء. ففي جولة على بعض شوارع بيروت المنكوبة، يُمكن الملاحظة أنها بدأت تعود لترتدي بعضاً من حللها ولو ليس ابهاها.
بعض الاهالي بدأ بترميم ممتلكاته على حسابه الخاص، بحيث لا يمكنه انتظار المساعدات كون أمطار فصل الشتاء لا تنتظر بدورها أحداً. في المقابل، منازل ومحال بقيت على حالها من الدمار منذ عشية الثلاثاء الأسود.
اذاً، يبدو أن الحياة لن تعود الى سابق عهدها في شوارع بيروت المنكوبة، لكن أحياء العاصمة الجريحة لن تبقى مهجورة، فهي بدأت اولى خطواتها مع ارادة عودة بعض اهاليها اليها ولو أغلبهم "ع حسابن الخاص".
رغم ذلك، يبدو أن الدمار المتبقي لعدد كبير من المباني والحلة الجديدة لعدد آخر والدمار في قلوب الاهالي سيكون حافزاً لنتذكر ما حصل في الرابع من شهر آب، وبضرورة المحاسبة.
فحتى لو عادت بيروت المنكوبة الى سابق عهدها الجميل، فالدمعة التي في عيوننا لن تمحوها سوى العدالة التي هاجرت بلدنا منذ زمن على أمل العودة تاركة وصية بأن "لا ننسى"....