أكد رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون أن لبنان يشهد استقرارًا الى حد كبير ويتخذ خطوات لتشجيع وتبادل وحماية الاستثمارات مع الدول الخليجية، مشددًا على أهمية مشاركة القوى السياسية في الجلسات النيابية للتوصل الى صيغة تجرى على أساسها الانتخابات وعلى ضرورة ان يكون الصراع السياسي داخل المجلس النيابي لا خارجه.
كلام الرئيس عون جاء خلال استقباله رئيس اتحاد مجالس رجال الاعمال اللبنانية - الخليجية وسام العريس على رأس وفد من الاتحاد الذي تحدث باسمه فقال: "لا بد أيضاً من الإشادة بالتقدّم الحاصل على الصعيد الاقتصادي في عهدكم، إذ تشير الأرقام، بحسب المرجعيات الاقتصادية إلى تسجيل نمو اقتصادي خلال عام 2025 بنسبة 5 في المئة".
وأضاف: "من الأخبار السارّة أن عدد الزائرين إلى لبنان خلال الأعياد قد يصل إلى نحو 400 ألف زائر، 20 الى 25% منهم من دول الخليج، كما أنّه وللمرة الأولى منذ سنوات عديدة، نشهد عودة الإخوة الخليجيين إلى لبنان بأعداد كبيرة، ولا سيّما من دولة الإمارات العربية المتحدة، ودولة قطر، ودولة الكويت، وسلطنة عُمان، بإنتظار إخواننا السعوديين".
وأوضح "أننا في اتحاد المجالس اللبنانية الخليجية نعمل، وبالتنسيق التام مع الهيئات الاقتصادية، على تطوير وتعزيز العلاقات الاقتصادية مع الدول الخليجية الشقيقة".
ولفت الى أنه اليوم،"نلمس بوضوح أنّ الأمور بدأت تأخذ طريقها نحو الحل. ما يهمنا كقطاع خاص التأكيد عليه، هو استعادة ثقة الدول الخليجية بلبنان، وهو موضوع قطع شوطا مهما في عهد فخامتكم ومع الحكومة الحالية".
ورد الرئيس عون مرحبًا بالوفد متمنيًا لاعضائه "اعيادًا مجيدة، وان يعيِّد اللبنانيون السنة المقبلة بلبنان الجديد البعيد عن الحروب، لبنان دولة المؤسسات، لا دولة الأحزاب والطوائف والمذاهب، ويكون قد اقفل جرحه في الجنوب واستعاد جميع اسراه وكامل أراضيه".
وتحدث الرئيس عون عن دور اللبنانيين في الخارج عمومًا وفي الدول العربية والخليجية خصوصًا، والذي هو "محط تقدير واحترام كبيرين"، منوهًا بما "يتحقق في الداخل من خطوات أساسية على طريق استعادة الدولة واستنهاض الاقتصاد الوطني".
وقال: "للأسف، رغم كل ذلك فإن البعض يصر على تشويه الحقيقة وتصوير الواقع خلاف ما هو عليه وذلك تحقيقا لمصالحه الانتخابية وهو لا يرى الا في التجييش الطائفي والمذهبي وبث الشائعات سبيلًا لها".
ودعا الرئيس عون أعضاء الوفد واللبنانيين عمومًا الى "المحافظة على ايمانهم ببلدهم لانه لولا هذا الايمان لما امكن تحقيق العديد من الإنجازات الاخيرة"، متمنيًا ان يشهد لبنان اقبال المزيد من السياح الخليجيين اليه ولا سيما السعوديين في الفترة المقبلة".
وثمن رئيس الجمهورية ما يقوم به الاتحاد في مجال تطوير العلاقات اللبنانية الخليجية واعادة العلاقات الاقتصادية الى سابق عهدها. وقال: "علينا نحن في المقابل تأمين البيئة السياسية والاقتصادية والقضائية والاستقرار الأمني والمالي تحقيقا لهذه الغاية ولعودة الاستثمارات الى الربوع اللبنانية".
وفي حوار مع أعضاء الوفد، أعاد الرئيس عون التأكيد أن "ثمة جهات متضررة من إعادة بناء الدولة اللبنانية وهي تعمل نقيض الدولة".
وإذ انتقد "استغلال هذه الجهات الظروف لبث المخاوف لدى الشعب اللبناني"، فإنه لفت في المقابل "الى ان لبنان يشهد استقرارًا امنيًا الى حد كبير كما ان نسبة الجريمة منخفضة فيه مقارنة مع غيره من البلدان، والأجهزة الأمنية تقوم بواجباتها على اكمل وجه وهي استطاعت في العديد من الحالات توقيف الجناة بسرعة قياسية. وفي الصيف الماضي قصد لبنان 1700000 سائح ولم تحصل ضربة كف، كذلك الامر اثناء زيارة قداسة البابا لاون الرابع عشر، فلم كل هذا التشويش؟".
وأوضح الرئيس عون أن "لبنان يتخذ خطوات في مجال تشجيع وتبادل وحماية الاستثمارات مع الدول الخليجية.
وفي شأن الاستحقاق الانتخابي، أعاد التشديد على موقفه من اجراء الانتخابات النيابية في موعدها وعلى دور المجلس النيابي في هذا السياق"، مؤكدًا "أهمية مشاركة القوى السياسية في الجلسات النيابية للتوصل الى صيغة تجرى على أساسها الانتخابات بموافقة كل الأطراف"، ومشددا، في هذا السياق، على "ضرورة ان يكون الصراع السياسي داخل المجلس النيابي لا خارجه".
وإذ اعتبر ان "على الشعب مسؤولية إيصال من يمثله الى الندوة البرلمانية"، فانه ختم بالقول: "ان التخلص من ثقافة الفساد ومعالجة واقع الإدارة المهترئة في لبنان يتطلبان العمل بكل جدية وهذا لا يتم بسنة اوسنتين، مركزا على أهمية اضطلاع الجميع بمسؤولياته لاعادة لبنان الى السكة الصحيحة، وعلى أهمية الوحدة الوطنية لاجتياز المرحلة الدقيقة التي يمر بها."